ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[41] وقال # في غزة المهجم وتغنم أمواله في ذي الحجة سنة (604) ه ستمائة وأربع: [الكامل/50]

صفحة 137 - الجزء 1

  خَبَطَتهُمُ جُرْدُ السَّوَابِقِ خَبطَةً ... ألصقتَهم بِدَعَائِمِ المَتَخَيِّم

  قَامَت على الجَنَّاتِ يَومُ قِيَامَةٍ ... وكَأنَّهَا رُمِيتْ بِجُنْدِ الدَّيلَم

  غَطَّا الدُّخَانُ دُرُوبَهَا وعِرَاصَهَا ... فَكَأنَّهَا فِي جُنْحِ لَيلٍ مُظلِم

  دَعْ ذَا وبَيِّنْ مَا مَساقُ حدِيثِهِمْ ... يومَ استَقَلُّوا كَالسَّحَابِ المُرهَمِ⁣(⁣١)

  جُندَانِ كَالطُّوفَانِ يَبْرُقُ فِيهِمَا ... مِثلُ البَوَارِقِ فِي العَرِيضِ المُثْجِمِ⁣(⁣٢)

  فيهِم بَنَاتُ الأعوجيِّ ولاَحِقٍ ... وبَنَاتِ شَاحِجَ كَالجُهَامِ الأطخَمِ⁣(⁣٣)

  جَيشٌ تَطِلُّ البُلْقُ فِي حَجَرَاتِهِ ... ويَطِلُّ قَائِدُهُ لِيُعْرَفَ يَنتَمِيْ

  جَاءُوا كَأنَّ الأرضَ قَبضُ أَكُفِّهِم ... واللهُ يعلمُ كُنْهَ مَا لَمْ يُعْلَم

  فَرَمَى بِبشْرٍ حَينُهُ ولَجَاجُهُ ... والبَغيُ فِي لَهَوَاتِ أغلَبَ ضَيغَم

  وَحَدَاهُمُ الحَنَقُ الشَّدِيدُ لِخَوفِنَا ... والحربُ تُبْرِدُ غَلَّةَ المُتَضَيِّمِ⁣(⁣٤)

  فَرَمَيْتُهُم بِجَحَاجِحٍ من يَعْرُبٍ ... شُمِّ الأُنُوفِ مِنَ السَّنَامِ الأكوَمِ⁣(⁣٥)

  مِنْ حَاشِدٍ أهلِ المفاخِرِ والعُلَى ... وذُرَى بَكيلٍ عِصمَةُ المُستَعصِمِ⁣(⁣٦)

  فَرَأوا ذُعَافَاً لا يُذَاقُ فَأحْجَمُوا ... والموتُ كَافِلُ عُذرِ نَجح المُحجِم

  بَرَقَ الرَّدَى من خَلفِهِم وأمَامِهِم ... والقَتلُ أَطيبُ من مَلاَمِ اللُّوم

  فَتَحَمَّلوا و اللَّيلُ يَستُرُ جَمعَهُم ... لِشَوَابَةٍ وَخْذَ الظَّلِيمِ الأصلَمِ⁣(⁣٧)

  فَتَلاَحَقتهُم عُصبَةٌ يَمَنِيَّةٌ ... لَا تُسلِمُ الطَّاغِي إذَا لَمْ يُهْزَم

  وتَرَفَّعُوا مِنهَا وغُودِرَ منهُمُ الـ ... أشلاَءُ للطّيْرِ العِتَاقِ الحُوَّم

  رَامُوا تَرعْرُعَ جُندِنَا إذ صَمَّمُوا ... فَكَأنَّمَا رَامُوا هِضَابَ يَلَمْلَم

  هي وَقعَةٌ عِندِي وليست بِالَّتِي ... تَشفِي غَلِيلَ القَلبِ إن لَمْ تُفْطَم


(١) المرهم: الضعيف الدائم المطر.

(٢) في النسخة الأصلية: كالطودين، بدل كالطوفان، والعريض: السحاب العظيم. والمثجم: المطر السريع الدائم.

(٣) بنات شاحِج: البغال. والجهام: السحاب الذي لا ماء فيه. والأطخم: الذي يميل إلى السواد.

(٤) الغُلَّة: شدة العطش، وحرار الجوف. والمتضيم: العطشان.

(٥) الأكوم: المرتفع، ناقة كَوماء: عظيمة السنام.

(٦) في (م) و (ع) و (ب) المكارم بدل المفاخر.

(٧) الوخد: ضرب من سير الإبل وهو سرعة الخطو فِي المشي. والظليم: ذكر النعام. والأصلم: المستأصل الأذن، أو صغيرهما.