ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[42] وقال # [يذكر ما من الله به عليه من النصر]: [البسيط /58]

صفحة 139 - الجزء 1

  قل لِي لَقَحْطَانَ والأنباءُ سائِرَةٌ ... وعُمَّ بالقولِ قَاصِيهَا ودَانِيهَا

  ألَمْ أقُم دَافِعَاً عَنكُم وقَدْ بَلغَت ... نُفوسُ أكثَرِكُمْ جَهدَاً تَرَاقِيهَا

  أزلْتُ بالسيفِ عَنهَا شَرَّ تَابِعِهَا ... إذ قِيلَ مَنْ هو شَافِيهَا ورَاقِيهَا

  ولَمْ أكُنْ وَكِلاً بل خُضْتُ غَمرَتَهَا ... وأَيُّ غَمرَةِ شَرٍّ لَا أُجَلِّيهَا⁣(⁣١)

  مَا عُذرُكُم فِي أُنَاسٍ بَانَ كُفرُهُمُ ... ونَكْثُهُمْ بَيعَةً ألقَتْ مَرَاسِيهَا

  [قُومُوا لَهَا فَكِتَابُ اللهِ أهلَكَهَا ... وسيفُهُ بِيَمِينِ الحقِّ يُفنِيهَا

  إِنِّي أَهِمُّ بأفعَالٍ لَهَا نَبَأٌ ... أَكَادُ لولا انتِظَارُ الأمرِ أُخْفِيهَا

  بِعَوْنِ مَنْ أَخْرَجَ المَرعَى بِقُدرَتِهِ ... وَمَنْ لَهُ الشُّمُّ أَرْسَتْ فِي مَرَاسِيهَا]⁣(⁣٢)

  نَشأتُ والذِّكْرُ تُربِي لَا أنَازَعُهُ ... حَتَى عَرَفتُ مِنَ الذِّكرَى مَعَانِيهَا

  قد أَحسنَ اللهُ صُنعِي حِينَ عَرَّفَنِي ... مَنَّاً مَحَاسِنَ فِعلِي مِنْ مَسَاوِيهَا

  لَا أَعْرِفُ الخَمْرَ إلا حَينَ أَهرِقُهَا ... ولَا الفَوَاحِشَ إلا حِينَ أنفِيهَا

  وإن تَبَاهَت بِتَكذِيبِي مَشَائِخُهَا ... فَقَبْلَهَا كَذَّبَتْ جَدِّي مَوَالِيهَا

  مَا قَولُهُمْ لَيتَ شِعرِي يوم أَجْلِبُهَا ... قُبَّاً أَيَاطِلُهَا شُعثَاً نَوَاصِيهَا⁣(⁣٣)

  مُعَقَّدَاتٌ إلَى الهَيجَا سَبَائِبُهَا ... تَصْطَكُّ عِندَ زِحَامِ الصِّيْدِ ألْحِيهَا

  تُقِلُّ أُسدَاً غِضَابَاً مِن بَنِي حَسَنٍ ... وَهَاشِمٍ حِينَ تُعطِي القَوسُ بَارِيهَا⁣(⁣٤)

  لَو كَانَ فِي الألفِ مِنهُمْ فَارِسٌ وَدَعَوا ... مَنْ عَاطِفٌ لَمْ يُحاذَرْ شِركَةً فِيهَا⁣(⁣٥)

  إنَّا لَنُرْخِصُ يَومَ الرَّوعِ أنفُسَنَا ... وفِي مَقَامَاتِ هُجْرِ القَولِ نُغْلِيهَا

  شُوسَاً تَقُودُ جُنُودَاً كالجبَالِ إذَا ... سَارَت أَوَائِلُهَا حُلَّتْ تَوَالِيهَا

  لَا نَخفُضُ الصَّوتَ فِي أَرْضٍ نُلِمُّ بِهَا ... ولَا يضِلُ عنِ النِّيرَانِ سَارِيهَا

  كَالليلِ طَبَّقِتِ الدُّنيَا كَتَائِبُهُ ... لَولَا الذي شَهَرتَ مِنهُ مَوَاضِيهَا


(١) الوكل: العاجز المعتمد على الغير.

(٢) هذا البيت الثلاثة الأبيات التي بين القوسين زيادة فِي السيرة المنصورية.

(٣) القبب: دقة الخصر. والأياطل: جمع أيطل وإطل: الخاصرة.

(٤) أي حين تخدم القوس مالكها.

(٥) يقال عطف عليه: أي حمل وكرَّ.