ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[47] وقال # سنة (611) ه إحدى عشرة وستمائة بصنعاء: [البسيط/68]

صفحة 147 - الجزء 1

  لَو جُرِّعُوا النَّارَ لَمْ أقُلْ جَزِعُوا ... أو شَرِبُوا الموتَ الصِّرْفَ مَا ثَمِلُوا

  سُيُوفُهُم شَمْسُهُمْ وسُفْنُهُمُ ... جِيادُهُم والقَنَا لَهُمْ رُسُلُ

  يُعطُونَ أموالَهُم سَؤولَهُمُ ... وإن تَسَلْهُمْ عُلاَهُمُ بَخِلُوا

  فَقُلْ لِمَنْ رَامَ حَربَنَا سَفَهَاً ... لَا يَخدَعَنْكَ الإملاَءُ والمَهَلُ

  وإن عَجِلْنَا فَلَيسَ يَعْجَلُ ذُو العر ... شِ وذَا الخَلْقُ أصلُهُ العَجَلُ

  كَأنَّنِي أنظُرُ الخُطُوبَ وقَدْ ... دَارَت عَلِيهِم ودَالَتِ الدُّوَلُ

  ونَحنُ باللهِ قَاهِرُونَ لَهُمْ ... وَهُمْ عَبِيدٌ لِأمرِنَا خَوُلُ

  قَدْ أيقَنُوا بالهَلاَكِ إنْ نَزَعُوا ... فَهُمْ سُخَاةٌ بِبَذْلِ مَا سُئِلُوا

  لا تَعذُلاَنِي يا عَاذِلَيَّ فَذُو الـ ... ـهِمَّةِ لَا يَستَخِفُّهُ العَذَلُ

  نَشأَتُ فِي الحرب مُذ نَشأْتُ فَمَا ... يُنكِرُنِي عِدُّهَا ولَا الوَشَلُ⁣(⁣١)

  فَالصَّبرُ سُلطَانُهَا وحَارِسُهَا الـ ... ـحزمُ ومِنْ رَأسِ مَالِهَا الحِيَلُ

  وكُلُّ مَنْ ضَجَّ من أَظَافِرِهَا ... تَعَرَّقَتْهُ أنيَابُهَا العُضُلُ

  رحمَتُهَا غَيظُهَا ونَائِلُهَا ... حِمَامُهَا والخَلِيقَةُ المَلَلُ

  فَمَنْ رَمَاهَا بِغَيرِ صَخرَتِهَا ... فَقُلْ لَهُ مَا لَهُ بِهَا قِبَلُ

  نَحنُ بَنُوهَا إذا تَثَلَّمَتِ البِيـ ... ـضُ وطَاحَت ذُرَى القَنَا الذُبُلُ

  وقال ذُو الصَّبرِ لَا سَبِيلَ إِلَى الصَّبـ ... ـرِ ولاَحَتْ سَبِيلَهَا الذُّلُلُ

  وجَاشَ جَيشٌ كَأنَّهُ غَسَقٌ ... وثَار نَقعٌ كَأنَّهُ ظُلَلُ

  هُنَاكَ لَا يَكشِفُ الغِبَايَةَ إلا الطـ ... ـعنُ نَهلاً يَمُدُّهُ عَلَلُ

  [٤٧] وقال # سنة (٦١١) هـ إحدى عشرة وستمائة بصنعاء: [البسيط/٦٨]

  عَزفَتُ نَفسِيَ عن لَهوٍ وعن لَعِبِ ... وسِرْتُ سِيرَةَ جَدِّي المُصطَفَى وأَبِي

  ولَمْ تُمِلْنِي دَوَاعِي الجَهلِ فِي صِغَرِي ... إلَى اطِّرَاحِ رُسومِ الدِّينِ والأدَب

  فَكُلَّمَا عَرَضَت مِنْ ذَاكَ عَاِرضَةٌ ... دَفعتُهَا بِمَنَاهِي الحِجْرِ والكُتُبِ⁣(⁣٢)


(١) العد: الماء الذي لا ينقطع، والوشل: الماء القليل.

(٢) الحجر: العقل.