ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[47] وقال # سنة (611) ه إحدى عشرة وستمائة بصنعاء: [البسيط/68]

صفحة 148 - الجزء 1

  وكيفَ لَا ومَحَلِّي فَوقَ سَابِحَةٍ ... أسَاسُهَا مِن نَبِي أو وصي نَبِي⁣(⁣١)

  فَالبدرُ يَشرُفُ لو يَدنُو إلَى شَرَفِي ... والشَّمسُ تُشرِقُ لو تُعزَى إلَى حَسَبٍي

  أدعوا إلى الله من لَبَّى ويُعجِبُنِي ... رَبُّ الإجَابَةِ من عُجمٍ ومن عَرَب

  كُلٌّ بِهِمَّتِهِ يَرجُو لِبَانَتَهُ ... وبِالمُهَيمِنِ أرجو أن أَرَى أرَبِي

  أذهبتُ شيطانَ وَسوَاسِ النفوسِ إلَى ... أهلِ الغِوَايَةِ لَمَّا جَاءَ يَذهبُ بِيْ

  مَا قُولُهُم يَومَ أُزجِيهَا مُلَمْلَمَةً ... كالبحرِ تَرجُفُ بالمَآذِيِّ واليَلَبِ⁣(⁣٢)

  مِثلَ الجبالِ تَرَامَى وهي جَامِدَةٌ ... تَجُرُّ فِي الأرضِ أذيَالَا من الغَضَب

  تَظَلُّ منها وُحوشُ الأرضِ حَائِرَةً ... ولا يلوحُ لَهَا نَهجٌ إلىَ الهَرَب

  فَالأرضُ مَكظُومَةٌ مِمَّا ألَمَّ بِهَا ... فَالجَوُّ فِي قَلَقٍ بالسُّمْرِ والعَذَب

  والنقعُ مُنعَكِرٌ والرِّيحُ سَاكِنَةٌ ... والشَّمسُ من رَهَجَانِ النَّقعِ فِي حُجُب

  والجُرْدُ مَقرُونَةٌ بالعِيسِ مُحقَبَةٍ ... بِيضَ السَّوَابِغِ والأسيَافَ فِي القُرُبِ⁣(⁣٣)

  يُطوَى لَهَا البُعدُ من عَزمٍ ومن غَضَبٍ ... حَتَّى تُصَبَّ على الأَشقَينَ من كَثَب

  فمَن يُجِيرُ الأعادِي من كَلاَكِلِهَا ... إذا أنَاخَت بأهل الزَّيغِ والرِّيَب

  وقلتُ - والبِيضُ والأرمَاحُ وَارِدَةٌ - ... يا مُوقِدَ النَّارِ أحسِبهَا من الحَطَبِ⁣(⁣٤)

  مَا لِي أرى عَكَّ قد دَانَت وقد خضَعَت ... والأشعَرِينَ وكَانُوا جَمرَةَ العَرَب

  والصِّيْدَ من حَكَمٍ لاَنَتْ شَكَائِمُهَا ... يَومَ الهِيَاجِ وهم كَشَّافَةُ الكُرَب

  والعُجمُ تَأخُذُ نِهمَاً أخذَ مُقتَدِرٍ ... جَهرَاً وتَحكُمُ فيهم حُكمَ مغتصِب

  أجَلُّهُمْ فيهم قَدرَاً وأرفَعُهُم ... مَن لَيسَ تُرفَعُ عنهُ سَطوَةُ الخَشَب

  ومَنْ إذَا نَالَ مِن أسبَابِهِم سَبَبَاً ... رَمَوا بِأَجْرَامِهِ فِي هُوَّةِ العَطَبِ⁣(⁣٥)


(١) أراد بالسابحة هنا: السفينة، كقوله تعالى {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣} أي السفن، إشارة إلى حديث السفينة المشهور.

(٢) أزجيها: أسوقها. الملمة: الشديدة. والمراد الخيل. المآذي: كل سلاح من حديد، وبهاء: الدرع اللينة أو البيضاء. اليلب: محركة: الترسة، أو الدروع من الجلود، أو جلود يخرز بعضها إلى بعض تلبس على الرؤوس خاصة، والفولاذ، وخالص الحديد.

(٣) محقبة: أي مردفة. والقُرُب بضمتين: الخاصرة، أو من الشاكلة إلى مراقّ البطن، والمعنى أن الخيول مقرونة بالإبل المردفة التي تحمل الرجلين فأكثر عليهم السيوف والدروع السابغة المعدة للحرب.

(٤) النار: المراد بها الحرب، أحسبها: أي اعطها ما يكفيها، ومنه قوله تعالى: {عَطَاءً حِسَابًا ٣٦} أي كافياً.

(٥) الأجرام جمع جرم: وهو الجسد.