ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[47] وقال # سنة (611) ه إحدى عشرة وستمائة بصنعاء: [البسيط/68]

صفحة 149 - الجزء 1

  إن خَذَّمُوهُ فَمِنْ زَوْجَاتِهِ رُهُنٌ ... فِيمَا تَفَاوَتَ من حَبٍّ ومن ذَهَبِ⁣(⁣١)

  حَوَادِثٌ لَو رَآهَا من لَهُ حَسَبٌ ... لَصَارَ طَعمُ الرَّدَا فِي فِيهِ كالضَّرَبِ⁣(⁣٢)

  قُومُوا فقد قَامَ من أبنَاءِ حَيدَرَةٍ ... مُطَهَّرُ الجَيبِ مَعصُومٌ من الكَذِب

  مُهَذَّبٌ لَمْ يُحَلِّلْ عَقدَ مِيزَرِهِ ... سحرُ النَّوَافِثِ بالألحَاظِ والشَّنَبِ⁣(⁣٣)

  وصَمِّمُوا قُدُمَاً فِي نَصرِ دِينِكُمُ ... نَعوذُ بالله من سَيرٍ على العَقِب

  وإن خَذَلتُمْ فنصرُ الله يَعضُدُهُ ... وسَادَةٌ من ذُرَى الحَيَّينِ كَالشُّهُب

  مِن شُمِّ عدنانَ أهل البأسِ فِي رَهَجِ الـ ... ـخميسِ والصِّيْدِ مِن أحَيَا أَبِي كَرِب

  غُلْبٌ جَحَاجِحَةٌ أُسْدٌ مَرَاجِحَةٌ ... عِرِّينُهُم مِنْ أنَابِيبِ القَنَا السَّلِبِ⁣(⁣٤)

  لا يُصْدِرُونَ رِمَاحَ الخَطِّ صَادِيَةً ... ولا يُفَتَّرُ بِاغَيهِم مِنَ الطَّلَب

  إذا تَلَبَّبَ للغَارِاتِ قَائِدُهُم ... تَلَبَّبُوا بِصُدُورِ السُّمْرِ والقُضُبِ⁣(⁣٥)

  وخِلتُهَا ولُيُوثُ الغَابِ عَابِسَةٌ ... مِن فَوَقِهَا كالقَطَا فِي لَيلَةِ القَرَبِ⁣(⁣٦)

  رُويدَكُم ْكُلُّ آتٍ فَهو مُقتَرِبٌ ... وكُلُّ حَادِثَةٍ تُعزَى إلَى سَبَب

  كَأنَّنِي أنظُرُ العُجمَانَ قد خَمِدَتْ ... نِيْرَانُهَا فَاعتَرَاهَا حَادِثُ النُّوَب

  وهُمْ - وَلِلهِ أمرٌ فِي بَرَيَّتِهِ - ... فِي الأرضِ مَا بَينَ مَقتُولٍ ومُستَلَب

  قد أظهرُوا نَدَمَاً لو كَانَ ينفعُهُم ... أو الفِدَى لِصَمِيمِ النَّفسِ بالنَّشَبِ⁣(⁣٧)


(١) خذموه: أي أذلوه، والرُّهُن جمع الرهن: وهو ما وضع عندك لينوب مناب ما أخذ منك، والمعنى: أن من أذله الغز وأهانوه، أخذوا منه رهناً من زوجاته فيما ألزموه من تسليمه إليهم من الحب وغيره.

(٢) الضرب بالتحريك: أشهر العسل.

(٣) الشنب بالتحريك: عذوبة في الأسنان.

(٤) عرينهم: أي رماحهم، يقال رمح معرّن: كمعظم، أي سمر سنانه فيه، وأنابيب الرماح: أي كعوبها، والقنا جمع قناة: وهي العصا المستوية، والسلب ككتف: شجر طويل. والمعنى: أن رماحهم طويلة لأن كعوبها قطعت وسويت من عصي شجر السلب الطويل.

(٥) تلبب: أي تشمر.

(٦) القرب: طلب الماء ليلاً، وقيل هو إن لا يكون بينك وبين الماء إلا ليلة، وقال ثعلب: إذا كان بين الإبل والماء يومان، فأول يوم تطلب فيه الماء هو القرب، والثإني الطلق. وقيل ليلة القرب: لان القوم يسيمون الإبل وهم فِي ذلك يسيرون نحو الماء، فإذا بقيت بينهم وبين الماء عشيةتعجلوا نحوه فتلك الليلة ليلة القرب.

(٧) النشب: المال والعقار، وقيل المال الأصيل، وقيل أكثر ما يستعمل فِي الدور والعقار الثابته غير المنقولة.