ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 15 - الجزء 1

  الزيدية تعيش حالة انتظار للرجل المؤهل للقيام بالأمر المهم، وتخليص اليمن وأهله مما هو فيه من الفتن، فإذا بصوت الإمامة الحيّة بدأ يدب في روح الجسد الزيدي ليعود إلى الدفاع عن دين الله، وتجديد شرائع الله، وإقامة الحدود، ونصر المستضعفين، فإذا بالشاب الذي طال ما امتدت إليه الأعناق، وشاع صيته في الآفاق الذي لم يزل في الثانية والعشرين من عمره، وقد حاز علوم الاجتهاد، وحفظ علوم الآباء والأجداد، يقوم بدعاء الناس إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين وإظهار كلمة الحق ورفع الفساد، وذلك في سنة (٥٨٣) هـ، فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم «للرضى من آل محمد»، لأنه كان طامعاً في قيام الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد؛ بل كل الخلق طامعون فيه، وكان الإمام # حريصاً مجتهداً على أن يكون من أنصاره، فهذه هي الدعوة الأولى الخاصة التي قام بها # احتساباً وانتصاراً لقائم الآل.

الإمام (ع) والأميرين

  وفي أثناء ذلك دارت المكاتبات والرسائل بين الإمام # والأميرين الكبيرين يَحيَى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، وأرسل الإمام # إلى الأمير شمس الدين بقصائد يحثه على القيام بالإمامة، ويعدُه بالقيام معه، والنصرة له، وإجابة دعوته، وقد تضمن هذا الديوان تلك القصائد التي أرسل بها الإمام إليهما.

  ثم نهض الإمام متوجهاً إلى صعدة في مقدار مائة فارس ورجل كثير، فلقيه الأميران في الحقل في جمع كثير من خولان وبني جماعة والأبقور وبني حيّ ووعظهم، وكان الناس ينتظرون قيام الأمير الكبير يحيى، فدارت مراجعة عرض فيها الأمير الكبير على الإمام البيعة فكره ذلك واستعظمه وقال: «إنما أردت حياة الدين وكرهت إهمال الأمة، وأنت العمدة والقدوة، وكبير أهل البيت الشريف، فإن علمت عذراً يُحِل منك عند الله سبحانه فأنا بذلك أولى لأنك أكبر أهل البيت $»، وجرى بذلك خطاب طويل، وكان قصد الإمام # بالحركة في الجوف لينتظم للدين أعوان، وكان يعتقد أنه إذا وصل بأولئك القوم إلى الأمير الكبير ساعده على تقلد الأمر، والقيام به عندما يجد له أنصاراً.

  ثم رجع الإمام # إلى الجوف، فأصلح الأمور وساس الجمهور ولكنه لم يتشدد التشدد الأول.

أهم الأحداث في وقت الاحتساب

  قام الإمام المنصور بالله # بكثير من الأعمال والحروب في حال الاحتساب، وسنذكر بعضاً منها على وجه الاختصار لتدل على ما سواها.