[49] وقال # في ربيع الآخر سنة (606) ه، ست وستمائة [ينادي بني علي وقبائل الشيعة في الإجتماع]: [الكامل/55]
  وهُمُ لَكُم قِرنٌ وهَلْ أهلُ الوَفَا ... يَومَ الهِيَاجِ تَصُدُّ عن أقرَانِهَا
  أَفَلَسْتُمُ المُجلِينَ كِسرَى عُنوَةً ... وَالرَّومَ ذاتِ القَرنِ عن أوطَانِهَا
  والتَّارِكِينَ النَّهرَ خَلفَ ظُهُورِكُمْ ... فنَأَت رِجَالُ التُّرْكِ عن نِسوَانِهَا
  إنِّي لأذكُرُ مَجدَهَا وقَدِيمَهَا ... فَيهُزُّنِي طَرَبٌ إلى أزمَانِهَا(١)
  مَا كُنتُ أحسِبُ والحَوادِثُ جَمَّةٌ ... عُرْبَانَهَا تنصَاعُ عن عُجمَانِهَا(٢)
  لُومُوا نُفُوسَكُمُ وسَوُّوا فِعلَهَا ... وتَعَوَّذُوا بالله مِنْ شَيطَانِهَا
  فيِئُوا إلَى ابنِ مُحَمَّدٍ وَوَصِيِّهِ ... تَجْنُو ثِمَارَ الغُزِّ فِي أيَّانِهَا(٣)
  هُمْ بَاذِلُوا المَجهُودَ فِي إسخَاطِكُمْ ... وبَذَلْتُمُ المجهودَ فِي رِضوَانِهَا
  إنَّ الصَّحيفَةَ يَسْتَبِيْنُ دَخِيلُهَا ... بِمَخَائِلِ المفهُومِ من عُنوَانِهَا(٤)
  كم بين هَادِيكُمْ بنورِ شُعَاعِهَا ... أبداً وغَاشِيكُمْ بِلَيلِ دُخَانِهَا
  أنَا مَنْ عَرفْتُمْ مُذْ لَوَيْتُ عَمَائِمِي ... لَمْ أُصْغِ مُنخَدِعَاً إلَى إدهَانِهَا
  ما عُذرُ هَمْدَانَ بنِ زيدٍ إن نَأتْ ... عَنَّا وسَادَتِهَا بَنِي عِمرَانِهَا
  نَحنُ السّفِينَةُ والسَّكِينَةُ والَّذِيـ ... ـنَ بِهِم يُنَالُ العَفوُ من دَيَّانِهَا
  إن لَمْ تَكُنْ أديَانُنَا مَنجَاتَهَا ... فَالرشْدُ لَيسَ يَكونُ فِي أديَانِهَا
  نَحنُ الذينَ بِهِم تَنَالُ مُرَادَهَا ... ويَصِحُّ مَا عَقَدَتْهُ مِن أيمَانِهَا
  هذي قَبَائِلُ مذحِج بَسَطَتْ لَنَا ... أَيمَانَهَا لِتَبَرَّ فِي أيْمَانِهَا
  سَمَحَتْ بِصَفوِ نَفِيسِهَا ونُفُوسِهَا ... تَرجُوا بِذَاكَ الثِّقلَ فِي مِيزَانِهَا
  وجوَارَ أحمدَ والمُطَهَّرِ حَيدَرٍ ... وبَنِيهِمَا فِي عَالِيَاتِ جِنَانِهَا
  الضَّارِبِينَ جُيُوشَ صِفينٍ ببيـ ... ـضِ الهِندِ إذ فَزَعت إلَى أقرَانِهَا
  شَهِدَت لَكُمْ ولَهُمْ مَقَالَةُ حَيدَرٍ ... رَفَعتْكُمُ فَوقَ السَّمَا وِعِنَانِهَا
  لَكُمُ مَكَانٌ فِي العُلَى فليَنتَدِبْ ... سَادَاتُ صِيدِكُمُ لِحِفظِ مَكَانِهَا
(١) الطرب: الشوق.
(٢) انصاعوا: تفرقوا وتباعدوا جميعاً.
(٣) أي في وقتها وحينها.
(٤) الصحيفة: الرسالة.