شعره #
أولاً: مع السلاطين بني حاتم
  كان السلاطين بنو حاتم قد سيطروا على جزء من أرض اليمن، وحكموا صنعاء وأعمالها إلى حدود بلاد الأهنوم، وكان لهم قوة وتمكن وبسطة ونفوذ، لمكانتهم بين القبائل اليمنية، وكان لهم بعض ميول إلى أهل البيت، فلما ظهر الإمام المنصور بالله # كان بينهم وبينه مراسلات ومكاتبات، وأمور يطول شرحها، ومما وقع بينهم من الحروب وقعة ميتك:
وقعة ميتك:
أ - بداية التوجه إلى ميتك(١):
  كان السلطان علي بن حاتم اليامي قد بسط نفوذه في اليمن واستولى على ميتك وكبارها، فسلموا له حصن جرع(٢)، ورهنوا أولادهم على الطاعة له، وكان هنالك من كبار الأشراف بني حمزة: الشريف الفاضل محمد بن الناصر، والشريف الفاضل إبراهيم بن يحيى، والقاضي الأجل شريف الدين إبراهيم بن أحمد، واجتمع إليه من أهل البيت وأهل الدين جماعة فاشتوروا في أمرهم وما قد دَهَمَ بلادهم، وبلغهم التوعد بخراب هجرتهم وأخذ أموالهم.
  فاجتمع رأيهم على مكاتبة الإمام #، فكاتبوه وسألوه الوصول إليهم ليدفع عنهم، فاعتذر إليهم، فلم تزل كتبهم إليه في رجب وشعبان ورمضان من سنة (٥٨٣) ه، فاعتذر، فلم يعذروه، وكان الإمام # إذ ذاك في شوابة(٣)، فنهض # في جماعة من أصحابه وهم صنوه الأمير يحيى بن حمزة، وابن عمه صفي الدين محمد بن إبراهيم فارسان وأربعة عشر رجلاً.
  فبلغ خبر خروجه إلى صنعاء فبثوا عليه العيون والأرصاد، فقال له أصحابه وشيوخ البكيليين: (بق علينا وعلى نفسك فلا طاقة لنا بالقوم)، فساعدهم بالكره وعاد إلى شوابة، وكتم أمره.
  وجعل له # كلَّ يوم عادة بأن يخرج إلى ظاهر البلد بأصحابه ومعهم السلاح، فركب على العادة قبل عيد رمضان بيوم وقد أعد ما يحتاجون إليه من الزاد، وكان ركوبه وقت الظهر، فأمر أصحابه بالمسير، فارتاعوا وسألوه: أين تريد؟ فقال: «أريد ميتك إن شاء الله».
(١) ميتك: هي المعروفة الآن بحجور ظليمة شمال غرب عمران.
(٢) حصن جرع: في بلاد بني مَوْهب من مديرية كحلان عفار.
(٣) شوابة: بلد معروف من أعمال ذي بين في بلاد بكيل.