ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[51] وقال # يذكر عيسى بن ذعفان ونهما وخلافهم بالجوف في ذي القعدة سنة (606) ه ست وستمائة: [الطويل/42]

صفحة 160 - الجزء 1

  وقد كَانَ فِي عِزٍّ عَزِيزٍ ومَنْعَةٍ ... فَأصبحَ مَسلُوبَ السَّعَادَةِ قد عَثَرْ⁣(⁣١)

  أتى بِجُمُوعِ العُربِ والعُجمِ جَاهِلاً ... بَأنَّ نِبَاحَ الكلب لا يَنهَرُ القَمَرْ

  بَعثنَا إلَى ذِبيَان سَيفَينِ للوَغَى ... فَقَالَا لَهُم عند التَّصَادُمِ لَا وَزَرْ

  فطَارُوا وبِيضُ الهِندِ تَأخُذُ ثَأرَهُمْ ... وسُمْرُ العَوَالِي فِي الخَواصِرِ والثُّغَرْ

  ولَولَا سَوَادُ الليل مَا آبَ مِنهُمُ ... إلَى أهلِهِ إلا القَلِيلُ من النَّفَرْ

  وعادوا إلى رُكْنَي ظفارٍ وبِيضُهم ... مُثَلَّمةٌ بالنصر يَقدُمهُ الظَّفَرْ⁣(⁣٢)

  فَأحجَمَ عنهم وِردَسَارُ وَلَمْ يَكُن ... لِيُحجِمَ إلَا عن مَقَامٍ لَهُ خَطَرْ

  ورَاحَ إلَى صَنعَاءَ غَيرَ مُوَفَّقٍ ... عَلَى وَجهِهِ بُؤسُ الكَآبَةِ والقَتَرْ⁣(⁣٣)

  أطَاعَ جَهُولاً والحَكِيمُ مُحَاذِرٌ ... وإنْ نَزَلَ المقدُورُ لَمْ ينفَعِ الحذَرْ⁣(⁣٤)

  فَأينَ بِكُم يَا نِهْمُ حينَ تَرَوْنَهَا ... وضَوءُ الظُّبَا والبيضُ يَستَلِبُ البَصَرْ

  وأنتُم حُيارَى قد أضاقَت عَلَيكُمُ ... فَوَارِطُهَا سُبْلَ المَوَارِدِ والصَّدَرْ⁣(⁣٥)

  وقد كَنفتكُمْ من جَمِيعِ جِهَاتِكُمْ ... كَمَا كَنفَ الآكَامُ طَالِعَةَ الثمَرْ⁣(⁣٦)

  تَوَدُّونَ لَو أنَّ السَّمَا رَفعتكُمُ ... أوِ الأرضُ سَوَّتْ فَوقَكُم هَامِيَ العَفَرْ⁣(⁣٧)

  أترجُونَ عَيشَاً أَبْلَهَاً فِي بَرَاقِشٍ ... لقد غَرَّكُم مِنْ جَهلِ هِمَّتِهِ الغَرَرْ⁣(⁣٨)

  رُويدَكُمُ فَالحربُ ذَاتُ عَوَارِضٍ ... وإنَّ نِيَارَ الحربِ أهونُهَا الشَّرَرْ

  غمزتُم قناةً لَا تَلِينُ صَلِيبَةً ... وعَاجَمتُمُ عُودَاً بَعِيدَاً من الخوَرْ⁣(⁣٩)

  جَلبتُم إلَى أبْنَا أبينَا جُمُوعَكُمْ ... وصَيَّرتُمُوهُم مِن جَهَالَتِكُم جَزَرْ


(١) عثر: بمعنى تعس وهلك.

(٢) هذا البيت موجود في النسخة الأصلية.

(٣) القتر: الغبرة.

(٤) في (م) والحليم بدل الحكيم.

(٥) وفَرَطَ القومَ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً وفَراطةً: تَقَدَّمَهُمْ إلى الوِرْدِ لإِصْلاحِ الحَوْضِ والدِّلاَء، وهم الفُرَّاطُ.

(٦) الآكام جمع الأكَمَةُ، محرَّكةً: وهي التَّلُّ من القُفِّ من حجارَةٍ واحدةٍ، أَو هي دونَ الجبالِ، أَو المَوْضِعُ يكونُ أَشَدَّ ارْتِفاعاً مما حَوْلَه، وهو غليظٌ لا يَبْلُغُ أَن يكونَ حَجَراً

(٧) العفر: محرك ظاهر التراب.

(٨) العيش الأبله: الواسع الراغد.

(٩) عجمه عجمَا وعجوماً: عضه، أو لاكه للأكل أو للخبرة.