[51] وقال # يذكر عيسى بن ذعفان ونهما وخلافهم بالجوف في ذي القعدة سنة (606) ه ست وستمائة: [الطويل/42]
  سَوَاءٌ علينَا مَن رَمَاهُم بِشَرِّهِ ... وقَادَ إليهِم للهَلاَكِ وَمَنْ أَمَرْ
  سَتَأتِيكُمُ أَبنَا عَلِيٍّ لِثَأرِهَا ... فَلَا تَعجَلُوا فَالرَّعَد يَتبَعُهُ المَطَرْ
  وفُرسانُ قَحْطَانَ بنِ هُودٍ وصِيدُهَا ... وأهلُ الحَمَايَا من رَبِيعَةَ أو مُضَرْ
  قَبَائِلُ دَانَى بَينَهُنَّ مُجَمِّعٌ ... يُحَاذَرُ أن يَنهَى ويُتْبَعُ إن أمَرْ
  فَلَا لَومَ إن لَجَّجتُمُ فِي ضَلاَلِكُم ... ولَم تَجتَلِ البيضُ الجمَاجِمَ والقِصَرْ
  ألَمْ تَعلمُوا مَا كَانَ فِي أَوَّلِيكُمُ ... لَيالِيَ جَاؤنَا بِوَاحِدَةِ الكُبَرْ
  فصبَّحَكُم مَحضُ النَّجَارِ ابنُ جَعفرٍ ... بِخرسَاءَ كالدَّامَاءَ إن جَاشَ أو زَخَرْ(١)
  عَلَيهَا صَمِيمٌ من لُؤيِ بنِ غَالِبٍ ... إذَا غَضِبُوا ذَابَت لِخَوفِهِمُ الحَجَرْ
  فَأفنَتْكُمُ بِيضُ السيوفِ فَمَا نَجَا ... من الموت إلا من تَدَارَكَهُ الخفَرْ(٢)
  بأيَّامِ صِدقٍ قَدْ نَسِيتُمْ حَدِيثَهَا ... وذَلِكَ فِينَا ثَابِتُ النَّقلِ مُستَطَرْ
  وقَدْ طَالَ مَا بَيَّنتُهَا وشَرَحتُهَا ... ولَكِنْ فَمَا ذَنبِي إذَا جَهِلَ النَّفَرْ
  وإنِّي وإيَّاكُم كمَن نَبَّهَ القَطَا ... ولَو لَمْ يُنَبَّه ذَلِكَ الطير لاستَقَرْ
  وعَمَّا قرِيبٍ تنظرونَ رِعَالَهَا ... جَوانِحَ تَمضِي بالفوارِسِ كالقَطَرْ(٣)
  أليسَ أبونَا أحمد شَدَّ أزرَهُ ... وأوصَى إلينا بالجهاد لِمن كَفَرْ
  فشُكرَاً لِمَن أبدَا لَنَا طُرُقَ الهُدَى ... وقد وعدَ اللهُ الزيادَةَ مَن شَكَرْ
  فيا وَيلَ طَاغٍ نَازَعَ الحقَّ أهلَهُ ... ويَا وَيلَ من عادى ويا ويلَ مَن كفَرْ
(١) الدأماء: البحر، وجيش مدأم: يركب بعضه بعضاً. وجاش البحر: إذا على. وزخر البحر: طما وتملّأ.
ويعني بابن جعفر: الأمير ذا الشرفين محمد بن جعفر بن الإمام القاسم بن علي العياني $ قتلهم فِي سنة (تسع وستين وأربعمائة) قتل منهم سبعمائة.
(٢) خفره: إذا منعه وأجاره وأمنه.
(٣) وجدت في النسخة الأصلية بخط العلامة الكبير محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم الوزير ¤ مالفظه: الحمد لله وحده، كثيراً ما يذكر الإمام المنصور بالله # في أشعاره لفظة الرعال، ولا غنا عن تفسيرها لمن لا يعرف اللغة العربية، ولا يطلع على الكتب المؤلفة فيها، وهي أعني الرعال: الكتيبة الخرساء التي لا زجل فيها، والرعال أيضاً جمع رعلة وهي جوانب الجبال ومقادمها، وتشبه الكتائب بها، هكذا ذكره بعض علماء اللغة، كتبه محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم عفا الله عنه. تمت، وقَطَرَ الإِبِلَ قَطْراً وقَطَّرَها وأقْطَرَها: قَرَّبَ بعضَها إلى بعضٍ على نَسَقٍ.