[52] وقال # يذكر المخرج إلى شظب وخلاف حجور سنة (608) ه ثمان وستمائة: [الكامل/53]
  فَمُذِ استقرَّ ولا قَرَارَ لِبَأسِهِ(١) ... ونَشَاطِهِ قَالَ الوَلِيُّ له اصْدُر
  فتَكَتَّبَت منه الكَتَائِبُ وانبرَت ... لله دَرُّ وَلِيهَا والمُنْبَرِي
  فِي لَيلَةٍ فيهَا النُّجُوْمُ كَأنَّهَا ... لِخِضَابِهَا بالغيم حَبُّ صَنَوْبَرِ(٢)
  وكَأنَّ بدرَ التِّمِّ فِي هَالَاتِهِ ... مَلِكٌ تَرَدَّى ثَوبَ خَزٍّ أخضَر
  هذَا ومَا أبعدَت إنْ شَبَّهتَهُ ... فِي مَركزِ الخضرا بِقُبَّةِ جَوهَرِ(٣)
  ولَرُبَّمَا بَدَتِ النُّجُوْمُ فَخِلْتَهَا ... أحداقَ غِزْلانٍ يُقَالُ لَهَا احذَرِي
  ولَرُبَّمَا خَفِيت وصَارَت خُشَّعَاً ... كَلَحَاظِ مَوْتُوْرٍ غَزَا لَمْ يُنْصَر
  والخيلُ تَمزعُ بالكُمَاةِ كأنَّها الـ ... ـعقبان تنجو من عَرِيضٍ مُمطِرِ(٤)
  والرِّجلُ تَجرِي والقَلَائِصُ تَرتَمِي ... ومَنِ الذي مِنَّا يَقُولُ لَهَا قِرِي
  مَا زَالَ ذَلكَ دَأبُهُنَّ ودَأبُنَا ... حَتَّى بَدَا وضحُ الصَّبَاحِ المُسفِر
  وعَلاَهُ صَبْغُ ذُكَائِهِ فَكَأنَّهُ ... فِي الأرضِ حَاشِيةُ الرِّدَاءِ الأحمَرِ(٥)
  فَرَقَتْ إلى شَخدَا مَرَاقِيَ صَعْبَةٍ ... عُصَبٌ تَخَافُ مَلاَمَةَ المتأَخِّر
  فَنفَتهُمُ عَنهُ وكَانَ مُمَنَّعَاً ... فَكَأنَّهُم رُمِيُوا بِرِيحٍ صَرصَر
  دارَت لُيوثُ الجيش فِي أرجائِهِ ... فتطايرَت عَنهُ جُمُوعُ المُفتَرِي(٦)
  وتَدَرَاكَت بِيضُ السيوف عُصَابَةً ... مِمَّن تَلَوَّمَ فِي الأشَمِّ الأوعَرِ(٧)
  سَلَكُوا مَسَالِكَ ثَابِتٍ لَكِنَّمَا ... تُرِكُوا بِصِيدِ كُمَاتِنَا لَمْ تصفِرِ(٨)
(١) أي منذ استقر، وهو كما أثبتناه في النسخة الأصلية، وفي بقية النسخ (فإذا استقر).
(٢) الصُنُوبر: بضم الصاد مشددة والنون: النخلة دقت من أسفلها، وانجرد كربها، وقل حملها وقد صنبرت، والمنفردة من النخيل، والسعفات يخرجن فِي أصل النخلة. والصَّنَوبر: بفتح الصاد مشددة والنون: شجر، أو هو ثمر الأرز.
(٣) في (م) و (ع) و (ب): ما شبهته في مركز الخضراء نفثة جوهر. وما أثبتناه في النسخة الأصلية.
(٤) مَزَعَ البَعيرُ والظَّبْيُ والفَرَسُ، كمَنَع، مَزْعاً ومَزْعَةً: أسْرَعَ، أو هو أوّلُ العَدْوِ، وآخِرُ المَشْيِ، أو العَدْوُ الخَفيفُ.
(٥) الذُّكاء بضم الذال المعجمة: الشمس.
(٦) في (م) زأرت بدل دارت. وتطايرت بمعنى: تفرقت.
(٧) التلوم: المكث والإنتظار.
(٨) يعني ثابت بن جابر الشنفرى الفهمي الملقب (تأبط شرا) حين غزا هذيل فِي جبالها وأحاطوا به، حيث يقول:
فرشت لَهَا صدري فزل عن الصفا ... به جؤجؤ عبل ومتن مخصرُ
فأبت إلى فهم وَلَمْ أك آيباً ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفرُ
=