ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[52] وقال # يذكر المخرج إلى شظب وخلاف حجور سنة (608) ه ثمان وستمائة: [الكامل/53]

صفحة 164 - الجزء 1

  فَتُوُزِّعَت أموالُهُم وتَمَزَّعَت ... قِدَداً لمُثْرٍ فِي الجنود ومقتِرِ⁣(⁣١)

  وجِبَالُ بَاقِرَةٍ غَدت مَبقُورَةً ... بِرِجَالِ جَنٍّ فِي جِنَابِ سَنَوَّرِ⁣(⁣٢)

  ظَلَّتْ بناتُ الأعَوَجِيِّ ولاَحِقٍ ... تَقفُوا بِشُمَّخِهَا سَبِيلَ الأعفُرِ⁣(⁣٣)

  مَا حَازَهَا مَلِكٌ ولَا خَضَعت لَهُ ... مِن عَصرِ ذِي الأكتَافِ والإسكندَرِ⁣(⁣٤)

  وسَمَتْ إلَى العَقَّارِ يَتبَعُ بعضُهَا ... بَعضَاً عَلَى رَايَاتِ كُلِّ مُظَفَّر

  فغدَت حَجُورُ لَهَا عُجَالَةَ رَاكِبٍ ... بَعدَ الجَلاَلَةِ والعدِيدِ الأغْثَرِ⁣(⁣٥)

  هُدِمَتْ معاقِلُهُم وزَلَّت نَعلُهُم ... مِن رَأسِ شَاهِقَةٍ إلَى مُتَهَوِّرِ⁣(⁣٦)

  كانُوا بِهَا نُعَمَا فَأضحَوا عِبْرَةً ... لِمُفَكِّرٍ فِي حَالِهِم والمبصِر

  وثَنَت إلَى شَظَبِ الأشَمِّ رُؤوسَهَا ... فِي عَارِضٍ كَالعَارِضِ المُثَعَنْجِرِ⁣(⁣٧)

  حَامَت عَلِيهِ يَومَ ذَلِكَ حَومَةً ... وتَفُوتُ صيدَ البَازِ إن لَمْ يُكسَر

  خَضَعَت رِقَابُهُم ودَانُوا عَنْوَةً ... مِن بَعدِ طُولِ تَعَزُّزٍ وتَكَبُّر

  ورَأوا سَبِيلَ الحَقِّ أبيضَ وَاضِحَاً ... فَعَشوا إلَى لاَلآئِهِ المُتَسَعِّر

  وتَوَقَّلت صِيدُ الجُنُودِ حُصُونَهُم ... كم عسكر مُجرٍ يُمَدُّ بِعَسْكَرِ⁣(⁣٨)

  هَدَمَتْ حُصُونَ طُغَاتِهِ ودِيَارَهَا ... حَتَّى تَمَنَّت أنَّهَا لَمْ تَغْدُر

  وجَبَوا إلينَا المَالَ فِي إبَّانِهِ ... كَمَلاً وزَالَت عُذرَةُ المُتَعَذِّر


= وقتل في هذيل وألقيت جثته في غار يقال له رخمان.

(١) تمزعوه بينهم: اقتسموه.

(٢) الجنة بالضم: كل ما وقى، والسنوّر كحزوَّر: لبوس من قدٍّ كالدرع، وجملة السلاح.

(٣) شمخها أي الشوامخ: وهي المرتفعة، والأَعْفَرُ من الظِّباءِ: ما يَعْلو بياضَهُ حُمْرَةٌ، أو الذي في سَراتِه حُمْرَةٌ وأقْرابهُ بيضٌ، أو الأبيضُ ليسَ بالشديد البَياضِ.

(٤) ذُو الأكْتافِ: هو سابورُ بنُ هُرْمُزَ، لُقِّبَ لأِنه سارَ في ألفٍ إلى نواحي العَرَبِ الذين كانوا يَعيثونَ في الأرضِ، فَقَتَلَ من قَدَرَ عليهم، ونَزَعَ أكتافَهُم. والإسكندر: هو الإسكندر بن الفيلسوف، ملك قتل دارا وملك البلاد.

(٥) العجالة بالضم والكسر: كل ما تعجلته من شيء. والأغثر: الجماعة المختلطة من سفلة الناس.

(٦) المتهور: المطمئن من الأرض، أو المنهار من الرمال، والمراد أنهم سقوط من العلو إلى السفل.

(٧) ثنت: أي عطفت، والعارض: السحاب، والمثعنجر - بكسر الجيم -: السائل من ماء أو دمع، وبفتح الجيم: وسط البحر وليس فِي البحر مَا يشبهه.

(٨) التوقل: الصعود.