شعره #
  فساروا لا طريق لهم إلا وسط همدان على رغم ما عليه من المراقبة من الأرصاد والعيون، فوصلوا إلى قريب ريدة فصلوا المغرب والعشاء، ثم ساقوا سوقاً عظيماً، وأمر أصحابه بالتفرق عنه لكي لا ينكر حاله، فمر بالجنّات، ثم أتى قاعة والليل مُرخ سدوله، ووصل قرية الأشمور(١) وقت الفجر فصادف طائفة من جند الظلمة يريدون كوكبان في مكان ضيق بين جبلين، فظنهم مرصدين له فأمر أصحابه بالحزم ووطنهم على القتال، فلم تتعرض لهم تلك الطائفة، فوصلوا إلى هِجرة (يند)(٢) قبل طلوع الشمس، فتلقاهم الشرفاء أولاد يحيى بن الحسين # بالإكرام وأقام الإمام عندهم ثلاثة أيام.
ب: وصول الإمام ميتك والكرامة التي حصلت له:
  ثم أتاه الشريف إبراهيم بن يحيى يستنهضه في الخروج إلى ميتك، فنهض معه، فوصل ميتك لثلاث خلون من شوال من سنة (٥٨٣) هـ.
  فوصل إليه الشريف محمد بن الناصر في جماعة من المسلمين وكبار المرهبيين والظفاريين والهوسيين فسلموا عليه، وذكروا حكاية متقدمة عن آبائهم وهي: (أن صاحب الحق يطلع من وادي شرس(٣) في سبعة نفر) وكان عدة أصحابه سبعة نفر، والبقية مضوا من طريق أخرى، فعجب الجميع من ذلك.
  ثم طلع الإمام # إلى صبرة(٤) في موكب عظيم وأقام بها سبعة أيام.
  فلما كان يوم الخميس نهض إلى الفاضلة بجبل بني صبارة، وحصن مدع(٥) في يد السلطان علي بن حاتم.
  فلما اجتمع الناس وعظهم وحثهم على الجهاد وأمرهم بالصبر، وواعدهم لليوم الثاني، وقرب من الحصن إلى موضع يسمى المرقب.
ج: تفصيل الوقعة:
  فلما كان اليوم الثاني وهو يوم الجمعة الذي واعدهم الإمام فيه أمر بالصارخ في مخاليف ميتك فأقبلوا إليه، فوعظهم وحضهم على القتال والجهاد، فأمر الأمير إبراهيم بن يحيى بالتقدم في طائفة من العسكر إلى
(١) الأشمور: ناحية مشهورة، في الغرب الشمالي من صنعاء على مسافة يومين متصلة بجبال المصانع.
(٢) يند: قرية في جبل الأشمور بمغارب عمران بجوار مدينة المصنعة.
(٣) شرس: بفتح الشين وكسر الراء، واد في بلاد حجّة.
(٤) صبرة: قرية من عزلة بني موهب، ناحية كحلان عفار.
(٥) مُدع - بضم الميم -: قرية من عزلة المصانع، ناحية ثلا.