شعره #
  قلعة بني حماد، والأمير يحيى بن حمزة كان قد لزم قلعة المكرم، فلما توافى الناس أمرهم بالقتال فأحاطوا بالحصن من كل جانب، وكان فيه عدة وافرة من أهل الديوان، وأهل البلد الراغبين في تقوية الظلم، وجاءتهم مادة من (قرن شاور) فمنعهم الأمير إبراهيم ومن معه وردهم على أعقابهم، واشتد القتال إلى نصف النهار، وكثرت الجراحات في أهل الحصن، فطلع عليهم منصور عبد الإمام # وكان غلاماً جيد الرمي لا يكاد يخطئ ولم يزل القتال إلى الليل، فلما كان بكرة يوم السبت نهض الإمام بنفسه فلما رأوه أعلنوا بالتهليل وسألوه الأمان فأمر إليهم براية، وأراد أهل البلاد قتلهم فمنعهم من ذلك الإمام #، ودخل الإمام عليهم الحصن وحده ومعه خادم له، وهم سبعون رجلاً الذين بقوا في الحصن، فبايعه أهل الحصن ومَنَّ عليهم وأخرجهم بسلاحهم، فلما ملك الإمام الحصن واستقر أمره فيه قال لأهله: «قد ملكت هذا الحصن ولكم فيه العمارة ولست أقيم فيه إلا بإذنكم، فإن أذنتم وإلا خرجت». فقالوا بأجمعهم: «رضينا، أزلت منا الخوف وأمنتنا من الحرب» فأقام في الحصن سنتين وثلاثة أشهر يحارب الظالمين، وسار في البلاد سيرة حسنة، وأمنوا على أنفسهم وأموالهم ووجدوا راحة العدل والإنصاف.
د: الإمام مع السلطان علي بن حاتم:
  ووقع الصلح بين الإمام وبين السلطان علي بن حاتم في شهر ذي القعدة على يد الشريف يحيى بن عبد الله بن سليمان فأقام السلطان على ذلك مدة، ثم جمع جمعاً عظيماً ونقض الصلح، وأثار الحرب.
  فأمر الإمام أخاه الأمير يحيى بن حمزة إلى بلاد بني عشب والأميرين الفاضلين محمد بن الناصر ومحمد بن إبراهيم إلى كحلان، وهو حصن منيع جداً وفيه رتبة للسلطان.
  فلما أصبح نهض الأميران بمن معهما ووقع الحرب وصرخ الصارخ في ميتك، فلما توافت الجنود طلعوا عليهم الحصن على عيدان في مراس صعبة، فلما رأى الإمام استظهار أصحابه على الحصن أمرهم بأن يؤمنوا أهل الحصن لأنه كان يحب العفو عند المقدرة، فملك الإمام الحصن وبلاد بني عشب، فبلغ ذلك السلطان علي بن حاتم فعاود بعسكره، وطلع الإمام إلى الرويس فأقام بها عدة أشهر والحرب قائمة، وكان يأمر أصحابه أن لا يخربوا حجراً، ولا يغيروا على أحد، وإذا أخذوا شيئاً من بلد رده لأهله، ثم نزل ميتك واستمرت الحرب بينه وبين السلطان وكانت الرتب والمواد بالأموال متواترة إلى الشاهل والقتال مستمر، وكلّت العشائر وملّت ولم يبق قائم بالحرب إلا الأشراف الحمزيين والأمير يحيى بن حمزة ومحمد بن إبراهيم فصبروا حتى فسد بنو عشب على الإمام، وخرج