شعره #
  السلطان من كوكبان في عسكر كثير ولقيه سلطان مسور في عسكر كثير فاستولى السلطان على بني عشب، ثم حصلت الهدنة والصلح بينه وبين الإمام #.
ثانياً: مع الغز الأيوبيين:
  وفي خلال الصلح الذي دار بين الإمام والسلطان علي بن حاتم وصل سلطان الغز (طغتكين بن أيوب) بعساكره إلى حجّة، وكتب إلى الإمام فلم يرد له بجواب يشفيه بل نصب نفسه للحرب.
  فاجتمع إلى الإمام أصحابه فقالوا: «كيف العمل؟ هذا سلطان العرب حاطٌّ خلفك، وهذا سلطان العجم أمامك وكلاهما يريد هلاكنا؟».
  فقال الإمام: «نلقي هؤلاء وجوهنا - أي سلطان العجم -، وهؤلاء ظهورنا - أي سلطان العرب، والعرب أبقى لنا لو قدروا علينا، وإن قتلتنا العرب لم تسلبنا، وإن سلبتنا لم تصلبنا، وإن صلبتنا لم تكشف حريمنا». فكفى الله سلطان العجم وأتى كتابه بالملاحظة.
  فتوجه سلطان العجم إلى صنعاء وحط في كوكبان بعسكر كثير، ولكنه سرعان ما وجه رجلاً يقال له يحيى بن أحمد الشاوري إلى ميتك في عسكر، فأجابته العشائر رغبة ورهبة وتسلم حصن نيد، وحصن شعبان في شق جبل ميتك، فلما كان الصبح أحاط بالحصن عسكر كثير ذكر أنهم أربعة آلاف، ودخل في الطاعة أكثر أهل الجبل وسلموا الرهائن، واشتد الأمر على أصحاب الإمام وألحوا عليه بالإنصراف والتأخر فأقسم بالله لا تأخر عن ذلك المكان إلا غالباً أو مغلوباً.
مقتل الأمير محمد بن حمزة صنو الإمام #
  ثم إن الإمام أمر أخاه محمد بن حمزة بالنزول إلى قرية صبرة يتقون فيها، فأزعجه الناس إزعاجاً عظيماً فتقدم إلى العدو وقال لأصحابه: «لا تبدؤهم بالحرب حتى يبدأونا»، وكان شديد الورع كاملاً فاضلاً شجاعاً مقداماً، فما حاربهم حتى حاربوه، فلما تلاحم القتال زحف في طائفة فلم يزل يقاتل قُدُمَاً قُدُمَاً والأعداء يتكشفون عنه وأصحابه يتأخرون عنه جماعة جماعة، حتى صار عند بركة شواحط والعدو لازم بها، فأحاطوا به من كل جهة فقاتل أشد قتال، وأصاب رجلين بضربتين، ولم يقتل حتى أثخنوه بالجراحات، وقتلو، فمضى شهيداً سعيداً رضوان الله على روحه الطاهرة.
  فلما قتل انكسر عسكره جملة، وحقت الهزيمة فيهم، وعادوا إلى قرية صبرة، وكثر الإزعاج للإمام والإلحاح بالتأخر، فقال الإمام #: «الآن وقع الثبات، ولزم فرض الوقوف حتى يحكم الله لنا وهو خير