[62] وقال #: [البسيط /50]
  أَلَمْ أَقُم وكَثِيرٌ من سُرَاتِهِمُ ... عِندَ التَّنَافِرِ أَحيَاءٌ كَأموَات
  وهم وشَيعَتُهُم فِي لُجِّ مُلتَطِمٍ ... مِن البَلَا بِمُصِيِبَاتٍ وآفَات
  كَآلِ إسرَالِ إذ فِرعَونُ سَامَهُمُ ... ذَبحَ البَنِينِ وأحيآءَ البَنِيَّات
  وَشُمِّ قحطانَ والساداتِ من مُضرٍ ... هِيمٌ يَعُومُون فِي بَحرِ الظَّلاَمَات
  فَخُضتُ لُجَّ ذُعَافِ الموتِ مُحتَسِبَاً ... نَفسِي ومَا لُذْتُ فِي رَوعٍ بِمنجَات
  وكم خَمِيسٍ لَهَامٍ قد صَمدتُ لَهُ ... كَالبَحرِ يَرجُفُ من لَغطٍ وأصوَات
  فصارَ كالأمسِ لاَعَينٌ ولَا أثرٌ ... وكَانَ مِثلَ الجِبَالِ المُشمَخِرَّات
  سَلْ من أقامَ بِصنعَا عن إقامَتِهِ ... فِيهَا وإن كان ذَا صَومٍ وإخبَات
  هل أغضَبَ اللهَ أمْ أرضاهُ مَوقِفُهُ ... بِدَارِ حَربٍ لَدَى لَهوٍ وحَانَاتِ(١)
  أَقَمْتُ فيهِم مُجِدَّاً فِي مَصَالِحِهِمْ ... أَنفِي أَذَى الظُّلمِ عنهم والجَهَالَات
  قُولُوا أسآءَتْكُمُ مِنِّي مُعَاشَرَةٌ ... أم بِعتُ دِينِيَ منكم بالدَّنِيَّات
  الأرضُ كَافِرَةٌ والحُكمُ مُطَّرِدٌ ... فِيهَا بِنَصِّ أحادِيثٍ وسُورَات
  أليسَ عَمُّ رسولِ الله والِدُهُ الـ ... عَبَّاسُ حَلَّ بِهِ حُكمُ العُتَيبَاتِ(٢)
  لَم يَنْجُ حَتَّى فَدَى نَفسَاً مُرَقَّقَةً ... بالمالِ قد مُلِكت عن نَصِّ آيَات
  وكم وَعَظتُ وكم خَوَّفتُ مُجتَهِدَاً ... وكم نَصحتُ فمَا أغنَت نَصِيحَاتِي
  إَّلا أفاضلُ منهم هَاجَرُوا فَبَنَوا ... مَجدَاً يَدومُ إلَى يَومِ القِيَامَات
  وَالَوا وَبَارَوا فيالله دَّرُّهُمُ ... كم رَاغَمُوا فِيَّ من ذِي سَطوَةٍ عَاتِي(٣)
  ظَنَنتُمُ الحربَ تُذْرِيْنِي بِكَلكَلِهَا ... فَأتَّقِيهَا بأغمَارٍ وسَادَاتِ(٤)
  نَشَأتُ فيهَا كَنَصلِ السَّيفِ مُنصلتاً ... فَلَم تَرُعنِي ورَاعتهَا مُصالاَتِي
(١) الحانات: جمع حانة، وهي موضع بيع الخمر.
(٢) يريد الإمام # أن الرسول ÷، لما أسر عمه العباس في يوم بدر مع المشركين، وكان أخرج للحرب مكرهاً، فأجرى عليه النبي ÷ حكم المشركين، فقال له العباس «إنما أخرجت مكرهاً» فقال النبي ÷ «ظاهر أمرك كان علينا»، ولم يخلص من الأسر إلا بعد أن فدى نفسه وابن أخيه عقيل بن أبي طالب بالمال، وأراد بالعتيبات: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وكان لهم قيادة الجيش يوم بدر.
(٣) في (م) و (ع) و (ب) قالوا وثاروا.
(٤) الذرأة بالضم: الشيب، أو أول بياضه في مقدم الرأس.