ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[62] وقال #: [البسيط /50]

صفحة 198 - الجزء 1

  مُذْ بضعَ عشرةَ مَا غَرَّبتُ غَارِبَهَا ... فَالآنَ ذُكيتُ سَبَّاقَاً لِغَايَاتِ⁣(⁣١)

  أنَا ابنُ رَبِّ مَعَدٍّ فِي مَقَالِهِمُ ... وَلَيس رَبٌّ سِوَى رَبِّ السَّمَاوَات

  وَأَيُّ فَخرٍ سِوَى بالطُّهرِ وَالِدِنَا ... مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ذِي المَقامَات

  سَائِل فُلَيْبَ وفُرسَانَ الشَّآمِ وَمَنْ ... قَد كَانَ فِي يَمَنٍ آسادُ غَابَاتِ⁣(⁣٢)

  عُجْمَاً وعُرْبَاً ألَم أُصحِر لِحَربِهِمُ ... والقومُ فِي لَجِبٍ جَمِّ الجَمَاعَاتِ⁣(⁣٣)

  كَانَ المُنَاخُ شُهُورَاً لَا رَسُولَ لَنَا ... وَلَا لَهُم غَيرُ بِيضِ المَشرَفِيَّات

  وَهُمْ يَرُومُونَ فِينَا مَا نَرُومُ لَهُم ... كُلٌّ يُحَاوِلُ مَا يَذرِي ومَا يَاتِي

  كَتَائِبٌ كَجِبَالِ الرُّومِ شَامِخَةً ... نَبَاتُهَا من دِقَاقِ السَّمهَرِيَّات

  كَم حَومَةٍ قد مَلأناَهَا وهُم عِلَقَاً ... بِسَفْح وَاقِطَ تُزرِي بِالحِكَايَاتِ⁣(⁣٤)

  ومَاجِدٍ قد أطَارَ السَّيفُ هَامَتَهُ ... مِنَّا ومنهم صَريعٌ فِي المَنَاصَاتِ⁣(⁣٥)

  وَفِي شِبَامَ لنا يَومٌ له نَبَأٌ ... قد كان يُربِي على يوم القُصَيبَاتِ⁣(⁣٦)

  وَنَحنُ عِدَّةُ فرسانٍ وهم بَشَرٌ ... عَلَى رُؤوسِ أولِي بَأسٍ ورَايَات

  رَامُوا الحُصُونَ فَلَاقَوا دُونَ بُغْيَتِهِمْ ... ضَرْبَاً وطَعْنَاً بِصُمِّ الزَّاعِبِيَّات

  وفِتيَةٍ من عَلِيٍّ أصلُ نِسبَتِهِمْ ... وَحيِّ قحطانَ أربابِ الوَلَايَات

  الضَّارِبِينَ حَبِيكَ البِيضِ عَن عُرْضٍ ... والحَامِلِينَ حَمَالَاتِ الجنَايَاتِ⁣(⁣٧)


(١) غربت: أي ما تنحيت وما بعدتُ عن الحرب. ومعنى ذكيت: أي بلغت من العمر سناً، أي طال مراسي لها، وتعلقي بها.

(٢) فليب: هو قائد الجيوش الأيوبية، ومدبر أمور الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل بن الملك العادل، وكافله وكافيه، لأن الملك المسعود خرج إلى اليمن وهو صغير في أواخر سنة (٦١٢) ه، فدبر الفليب هذا شؤون مملكته، وأمور دولته، وللفليب مع الإمام المنصور بالله # وقعات كثيرة، أثناء إقامة الإمام # بمخيمه باللظية، يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى، وتوفي الفليب (٦١٨) هـ تقريباً.

(٣) أصحر: إذا برز.

(٤) في (م) و (ع) و (ب) وكم علقاً. وحومة البحر والرمل والقتال: معظمه، أو أشد موضع فيه. وعلقاً: أي قطع الدم. وواقط، لعله من المأقط كمنزل: موضع القتال. وقوله: ملأناها وهو: أي مأناها نحن وإياهم.

(٥) المناص: الملجأ.

(٦) شبام كوكبان: مدينة أثرية بسفح جبل كوكبان، المعروف قديماً باسم (ذخار)، غربي مدينة صنعاء بمسافة ٤٢ كم تقريباً.

ويوم القصيبات: يسمى يوم بطن السرو، ويقال له يوم القصيبة، وهو من أيام حرب البسوس التي كانت بين بكر بن وائل وبني تغلب، وكان لبني تغلب على بكر.

(٧) حَبِيك البيض للرأس: طرائق حديده. والعرضة: الهمة والحيلة في المصارعة. والحمالة كسحابة: الدية يحملها قوم عن قوم.