[68] وله # وكتبها إلى الشريف سليمان بن حمزة السراجي: [الخفيف/2]
  وأَشْعَثَ عَارٍ كَالأسِيرِ مُسَجَّحٌ ... أَعاضُوهُ من طَوقِ العَنَا رِمَّةَ الحَبْلِ(١)
  تَبَدَّلَ بعد الأُدْمِ من نَسلِ آدَمٍ ... بأَدَمٍ من الصِّيرَانِ مَسلُوبَةِ الفَقْلِ(٢)
  تُذَكِّرُنِي عَينُ الغَزَالِ وجِيدُهَا ... بِجُمْلٍ وجُمْلٌ لا تُقَايَسُ بالمِثْلِ(٣)
  وَلَيلٍ أَتَى كَالْهَجرِ من جُمْلَ أسوَدٍ ... وأنجُمُهُ مِثلُ المَوَاعِيدِ بِالوَصْل
  وَفِيهِ سُهَيلٌ للنُّجُومِ مُعَارِضٌ ... كَمِثلِ زُهَيرٍ بِالبَشَاشَةِ بِالقَتْل
  عَلَيهِ دِلاَصٌ من دَمِ القَومِ مُجْسَدٌ ... فَلَم يُرْدَ حَتَّى صَارَ يُرْعِدُ لِلعَلِّ(٤)
  فَمَالِي وللدُّنيَا مَحَا اللهُ رَسمَهَا ... فَمَا هَمُّهَا هَمِّي ولا فعلُها فِعْلِي
  يَبِيتُ مَرَامي والهِلاَلُ مِهَادُهُ ... ورَأسِي فُوَيْقَ السَّبْعِ والمُشتَرِي نَعْلِي
  عَلَوتُ على الرّملِ الثِّقَالِ فَلَم تَجُدْ ... عَلَيَّ كمَا جَادَت بِوَبْلٍ و لا طَلّ
  وَلستُ بِمُستَبقٍ من العَيشِ فَانِيَاً ... وَلَكِنْ سَأُمْضِيهِ وأَمْضِي عَلَى رَسْلِي
  ومَا الأسدُ الضِّرغَامُ يَدخَرُ عَيشَهُ ... وقد جَمَعَتْ لِلحَولِ مَضْعَفَةُ النَّمْلِ(٥)
  ومَا حَقَنَت رُوسُ الشَّنَاخِيبِ مَاءَهَا ... ولَكِن بِمَا تَحوي تَجُودُ على السَّهْلِ(٦)
(١) الأشعث: الوتد، والأسجح: الحسن المعتدل، والطوق: كل ما استدار على الشيء، شبه الوتد في الدار بالأسير المطوق بالقيود في عنقه، ولكن ليس بقيود من حديد وإنما رمة الحبل البالي.
(٢) الأدمة في البشر: السمرة، والأدم محركة: سواد في قلب النخلة، والصيران جمع الصَّوْر: وهو النخل الصغار أو المجتمع، أو أصل النخلة، ومسلوبة الفقل: أي لا ثمر فيها. أي أن الدار تلك تبدلت بسكانها من البشر بني آدم، بالنخل الصغار الذي لا ثمر فيه، ولا أحد يهتم به، أو بأصول النخل.
(٣) جمل: اسم امرأة، والمراد به هنا اسم مستعار أطلق على من يقصد الإمام # في هذه القصيدة، نزلهم منزلة المعشوق لحبهم ومكانتهم عنده.
(٤) دلاص: أي درع ملساء لينة، ومن دم القوم، شبه الدم الذي على جسده بالدرع، أو شبه الدرع الذي عليه من تلطخه بالدم بالثوب المجسد، والمُجسَد: هو مصبوغ بالزعفران، أو بالمِجْسَد كمنبر: أي ثوب الذي يلي الجسد، فلم يُرد أي لم يهلك، ويرعد أي يتوعد ويتهدد، والعلّ الشربة الثانية استعارها هنا للكرة الثانية.
(٥) أراد # تشبيه نفسه في توكله على الله تعالى، وعدم ميله إلى الدنيا، وكراهيته لجمعها بالأسد الذي يأنف أن يدخر من فريسته شيئاً إلى الغد، وأن جمع القوت من شأن الضعفاء كالنمل الذي يجمع قوته للسنة.
(٦) والحقن: الحبس، الشناخيب: جمع شنخوب وشنخوبة: وهو رأس الجبل، وهنا أراد أن يبين أنه بما يملك ويحوي يجود على من دونه من المحتاجين، كمثل رؤوس الجبال يسيل ما وقع عليها من المطر إلى السهول، ولا تحبس الماء فوقها.