ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[70] وله # قبل قيامه يحض يحيى بن علي على القيام: [الطويل/27]

صفحة 205 - الجزء 1

  يُرَقِّصُهُنَّ الألُّ دُون عُرَاعِرٍ ... وَيَمْرُرْنَ بالمَومَاةِ مَرَّ النَّعَائِمِ⁣(⁣١)

  وَيَخرُجنَ من عَرضِ الفَلاَةِ سَوَاهِمَاً ... وَمَن حَمَلَت فِيهِنَّ غَيرُ سَوَاهِمِ⁣(⁣٢)

  وَلَا وَأَبِيهِ مَا أهابَ بِدَمعِهِ ... تَذَكُّرُ سِربٍ واتِّسادُ مَعَاصِم

  وَرَجعُ حَدِيثٍ وارتِشَافُ سُلاَفَةٍ ... وَعَضَّةُ خَدٍّ كَالوَذِيلَةِ نَاعِمِ⁣(⁣٣)

  وَكَيفَ وَجَدَّاهُ الحُسينُ وقَاسِمٌ ... وهل كَانَ فِي الآلِ الكِرَامِ كَقَاسِمِ⁣(⁣٤)

  يَقُولُ لِيَ القَرحَانُ مِن أَلَمِ الجَوَى ... أَكَانَ عَلَيكَ الدَّمعُ ضَربَةَ لاَزِم

  فَقُلتُ وَلَمْ أَعي الجَوَابَ ورُبَّمَا ... عَيِيتُ لِبَينٍ مِن أَخٍ لَكَ رَاحِم

  جَهِلتَ وَسُبْلُ الحَقِّ غَيرُ مَجَاهِلٍ ... وَنِمْتَ ومَا لَيلُ الشَّجِيِّ بِنَائِم

  دَعَا الدَّمعَ مِنِّي بَيْنُ أَروَعَ مَاجِدٍ ... كَرِيمٍ عَلِيمٍ مِن ذُؤَابَةِ هَاشِم

  يُذَكِّرُنِي الهِندِيُّ صَرمَةَ عَزمِهِ ... وفِكرتَهُ فِي الحَادِثِ المُتَفَاقِمِ⁣(⁣٥)

  أجَامِعَ أصنَافِ المَكَارِمِ مُذْ نَشَا ... كَمَا جَمَعَ البَاقُونَ سِلكَ النَّوَاظِم

  إِذَا استَعجَمَتْ بَينَ القُضَاةِ قَضِيَّةٌ ... تَنَاوَلَ أقصَاهَا بِفِكرَةِ حَازِم

  بَقِيتَ لِشَيدِ المَكرُمَاتِ مُكَرَّمَاً ... ودُمْتَ ومَن عَادَاكَ لَيسَ بِدَائِم

  أَيحَيَى أَرَى الإسلاَمَ قُصَّ جَنَاحُهُ ... وَلَا يَنهضُ البَازِي بِغيرِ قَوَادِم

  وَلَيسَ لَهَا إِلاَكَ يَا عَلَمَ الهُدَى ... وأنتَ بِأمرِ الدِّينِ أَعلَمُ عَالِم

  وأنتُم مَوَالِيهِ وأهلُ حِفَاظِهِ ... ومَنْعَتُهُ من كُلِّ أَطلَسَ ظَالِمِ⁣(⁣٦)

  وَقَد نَجَمَت فِي الدِّينِ يَا ابنَ محمدٍ ... نَوَاجِمُ هَدَّتهُ وأَيَّ نَوَاجِم


(١) الألّ: عود في رأسه شعبتان، تضرب به الإبل كي تسرع، والترقيص: الإسراع والإهتزاز والإضطراب، والعراعر بالضم: السيد والشريف، والموماة: الفلاة. والنعائم: جمع نعامة.

(٢) سواهم الأولى جمع ساهمة: وهي الناقة الضامرة.

(٣) الوذيلة: القطعة من شحم السنام والألية.

(٤) هما الحسين وأبوه القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، جدا الإمام المنصور بالله #.

(٥) المتفاقم: العظيم والذي لم يجر على استواء، يقال فقُم الأمر: إذا عظم.

(٦) الأطلس: يطلق على السارق، وعلى الرجل الذي يرمى بقبيح، وعلى الذئب وغيرها.