ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[78] وله # إلى محمد وسليمان ابني حمزة أيام كونهما بقطابر: [الكامل/18 - 23]

صفحة 212 - الجزء 1

  إِذَا ذُكِرَت غَارَاتُكُم قُلتُ لَيتَنِي ... أُشَارِكُكُم فِي الطَّعنِ لَا فِي الغنَائِم

  فَصبْرَاً ذُرَى هَمدَانَ فَالصَّبْرُ عَادَةٌ ... لِأُوْلَاكُمُ فِي المَأزِقِ المُتَلاَحِمِ⁣(⁣١)

[٧٨] وله # إلى محمد وسليمان ابني حمزة أيام كونهمَا بقطابر⁣(⁣٢): [الكامل/١٨ - ٢٣]

  دَارٌ لِمَيَّةَ أَقفَرَت بِزَرُودِ ... أَوْدَتْ ومن حُكم المرابِع تُودِي⁣(⁣٣)

  لَمَّا تَوَلَّت مَيُّ فِي أظعَانِهَا ... عَنهَا أحَدَّتْ فِي الثِّيَابِ السُّود

  عرَّجتُ فِيهَا للسؤالِ فلم أَجدْ ... إنساً سِوى تَرجَاعِ صَوتِ السِّيدِ⁣(⁣٤)


(١) المأزِق كمجلس: المضيق، والمتلاحم: أي الشديد الضيق.

(٢) الأمير النبراس الخطير سليمان بن حمزة الحسني السراجي، هو العالم الكبير والإنسان الخطير، كان عالماً منصفاً راوية للأخبار مقداماً في الحروب شهد الحروب، وكان مشاراً إليه بين العلماء ¤، وهو الذي أرسلته المطرفية إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة @ يطلبون موقفاً يختبرون الإمام فيه، قال الأمير سليمان المذكور ما نصُّه: وصلت مشائخ من الزيدية المطرفيَّة إلى دار البستان بصنعاء، ثم أرسلوني إلى الإمام # في إجماعهم للمناظرة ليصح لهم هل وجبت عليهم الحجَّة، قال: وكان ممن حضر ذلك اليوم الأمير الأجل الفاضل العفيف بن محمد، والشيخ أحمد بن أسعد الفضيلي، والشيخ ناصر بن علي الأعروشي، وسعيد بن عواض النآبي، وجماعة من أصحابهم، والشيخ علي بن إبراهيم الحجلم، وجماعة من العارفين من أهل الجبجب، والسلطان محمد بن إسماعيل، والفقيه علي بن يحيى في جماعة من علماء وقش، ومحمد بن ظفر وجماعة من علماء سنحان، والسلطان يحيى بن سبأ الفتوحي، وأحمد بن مسلم في وجوه أهل مسور، والشريف علي بن مسلم، وجماعة من شيعة بلد الأنباء، وشيعة بني حبيب وبني سحام، فلقيهم الإمام في المجلس الذي عند البركة على يمين الداخل إذا أراد دار الإمام، فتكلموا على مراتبهم وقالوا: نريد نختبر، فأجاب الإمام # بعد الحمد والثناء والصلاة والسلام على محمد وآله ثم قال: يا قوم أنا حجَّة الله عليكم، وإمام سابق، أدعوكم إلى بيعتي ونصرتي على أعداء الله سبحانه، وإنصاف المظلوم، وقمع الظالم، ولا أعدوا بكم كتاب الله وسنة رسوله ÷، فمن كان منكم شاكاً في أمري، أو منكراً لإمامتي، أو مستقصراً لعلمي فليسأل عمَّا بدا له، ولا يستحيي مني، فإن الله لا يستحي من الحق، ها أنا ذا قد نصبت نفسي للمعترضين عرضاً لأؤدي مفترضاً، وأشفي من شك مرضاً وأطلب بذلك من الله رضا، فقال الجميع: ما وصلنا إلا لنَعجُم - أي نختبر - عود مخبرك، ونستقصي غاية خبرك، ونأخذ في أمر ديننا باليقين، ونستوضح سبُل الحق المبين، فأنصت لسؤالنا، واصغ لمقالنا، وارفع عنا المنقود في هذا الباب، فهو مرفوع في هذا الأمر عند ذوي الألباب، فقال: اسألوا عما أحببتم، وبالله لا أخرتم شيئاً من مسائلكم، ولا كتمتم فما يحل فيه المحاباة، وخرجنا إلى باب التعنت والمعاياه، فسأل كل من الجماعة المذكورين وغيرهم عن مسائل غوامض من العلوم، وأغرقوا في البحث عما لا يفهمه إلا الأئمة السابقون، والعلماء المحققون، والإمام # يوضح لهم السبيل، ويحقق لهم الدليل، حتى إذا أوعب مسائلهم، وحصر سائلهم، قالوا مجتمعين: نشهد أنك إمام الخلق أجمعين، فبايعوه أجمعون. انتهى من مطلع البدور (٢/ ٢٢٥) حرف السين والحاء.

(٣) الزرود: اسم موضع، وقيل اسم رمل مؤنث. أودت أي هلكت، ومن حكم أي من عادة وطريقة المرابع جمع مربع وهي المحلة أو الدار أن تودي أي تفنى وتهلك.

(٤) السيد: الذئب أو الأسد.