ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[79] وقال # عن شعر وصله من يحيى بن قاسم الظليمي: [الطويل/28]

صفحة 214 - الجزء 1

  يومَاً بِأَعظَمَ مِنهُ وَجدَاً إنَّهُ ... لَيَرَى قَرِيبَ الصَّبرِ أيَّ بَعِيد

  هَصَرَت لِبُعدِكُمُ الخُطُوبُ عَمُودِي ... وَحَذَتْ شَرَابِي ثُمَّ رَضَّت عُودِي⁣(⁣١)

  وأَتَيتُ أَستَسقِي الزَّمَانَ فَصَبَّ لِي ... سُمَّاً ذُعَافَاً من شُدُوقِ السُّود

  [زُورُوا فَقَد طَالَ البِعَادُ وسَوِّغُوا ... بِالوَصْلِ غُدَّةَ وَاجِمٍ مَفْؤُودِ⁣(⁣٢)

  كَيفَ اصطِبَارِي بَعدَ بَينِ أَحِبَّتِي ... وَالكَون بَينَ مُطَرَّفِي ويَهُودِي

  قَارعتُهُم بِكتَابِ رَبِّي مُصلِتَاً ... وريَادِ نَاذِرَتِي وقَولِ جُدُودِي⁣(⁣٣)

  أَشرَبتُ أَوجُهَهُمْ سَوَادَاً إنَّهُم ... فِي العَصرِ أَربَابُ الوجوه السُّود

  شَأْوَأتُهُم نَحو الهُدَى فشَأَوْتُهُم ... هَيهَاتَ قُرِّرَ حَربُهم بِهُجُودِ]⁣(⁣٤)

[٧٩] وقال # عن شعر وصله من يحيى بن قاسم الظليمي⁣(⁣٥): [الطويل/٢٨]

  أَلَمَّ كَأزهَارِ الرِّيَاضِ النَّواجِمِ ... بَكَتْ فَوقَهَا وَهْنَاً عُيُونُ الغَمَائِم

  وَكالمِسكِ والكَافُورِ نَفحُ نَسِيمِهِ ... وكَالدُّرِّ واليَاقُوتِ فِي سِلكِ نَاظِم

  كِتَابُ امرِءٍ قَد كَانَ أولَى بِوُدِّنَا ... من النَّاسِ فِي أنْجَادِهَا والتَّهَائِم

  وَلَكِنَّهُ أَعطَى الضَّلاَلَ زِمَامَهُ ... فَتَاهَ بِهِ فِي زَاخِرٍ مُتلاَطِمِ⁣(⁣٦)

  وَشَايعَ أعدَاءَ الكِتَابِ وَلَمْ يَكُنْ ... لِيحْسُنَ مِنهُ فِعلُ تِلكَ المَآثِم

  وَنَابَذَ مَن قَد كَانَ أولَى بِنَصرِهِ ... ومَا أَحدٌ من نَقصِ عَيبٍ بِسَالِم

  وَكَانَ أبُوهُ قَبلَ ذَاكَ وَجَدُّهُ ... وُلاَةَ الهُدَى والقَامِعِي كُلَّ ظَالِم


(١) الهصر: الجذب والإمالة والكسر والإدناء. والوحذ: القطع.

(٢) الغُدَّةُ: كل عُقْدَةٍ في جسد الإِنسان أَطاف بها شَحْم. أو التي في اللحم، وكل قِطعة صُلْبة بين العصَب. والواجم كصاحب: العبوس المطرق لشدة الحزن.

(٣) رياد ناذرتي: أي رسلي إليهم الذين ينذرونهم ويحذرونهم.

(٤) الشأو: السبق أي سابقتهم فسبقتهم. وهذه الأبيات التي بين القوسين ليست في النسخة الأصلية، وهي في بقية النسخ.

(٥) يحيى بن قاسم الظليمي الميتكي، من كبار أهل ميتك ومشائخهم، ومن أهل المحبة والولاء والطاعة، ذكر هذا في السيرة المنصورية (١/ ١٨١)، وأثنى عليه، وذكر له مواقف في نصر الإمام في حرب حصن العادي، وفي معركة درب شاكر، وذكر في السيرة المنصورية أنه من الشهداء الذين استشهدوا في معركة درب شاكر سنة (٦٠٠) ه، وهذه القصيدة من الإمام # تحمل على أنها كانت في بداية أمر الإمام وأنه تاب بعدها وأناب وأصلح.

(٦) تاه من التيه: وهو الضياع والضلال.