[82] وقال # وكتب بها إلى السلطان عمرو بن بشر من بلاد شاكر: [الطويل/39]
  وَقَصدتُ فِي أَوطَانِ أَملحَ سَادَةً ... شُمِّ الأنُوفِ من القَبِيلِ الأَعْظَمِ(١)
  مِن صِيدِ وَايلَةٍ وذُروَةِ شَاكِرٍ ... أَكرِم بِهَا يومَ الحَفِيظَةِ أَكْرِم
  فَتَقَبَّلُونَا بِالبَشَاشَةِ واغتَدَت ... فِيهِم مَحَبَّتُنَا مِسَاسَ الأَعْظُم
  شَدَخُوا الدِّمَاءَ بِوَصلِنَا وتَمَاحَضُوا ... وتَسَلَّمُوا للأمرِ أَيَّ تَسَلُّمِ(٢)
  وتَبَادَرُوا للدِّينَ حَتَّى أصبَحُوا ... مِنِّي بِمَنْزِلَةِ اللسَانِ مِنَ الفَم
  وأَتَى إلينَا مِن نوَاحِي صعدَةٍ ... قَومٌ عَلى الدِّينِ الحَنِيفِ القَيِّم
  عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا وعمدَةُ أمرِنَا ... بَعدَ الإلَهِ وعِصمَةُ المُسْتَعْصِم
  سَألوا ثَلاَثَاً فِي معَالِمِ دِينِهِم ... مِن كُلِّ مُشكِلَةٍ وأمرٍ مُبْهَم
  فَتَركتُهَا بِأدِلَّةٍ مَعلُومَةٍ ... مِثلَ الصَّبَاحِ يَلُوحُ للمُتَبَسِّم
  وَسُؤالُنَا عَنكُم فكَمْ من مُرشِدٍ ... فِيكُمْ ومُغوٍ جَاءَ بالمُتَوَهَّم
  حَتَّى استبَانَ مَعِيبُهُم فَتَقَلَّبَتْ ... مِنَّا القُلوبُ عَلَى الغَضَاءِ المُضْرَم
  وأتيتَ فَانقَلَبَ الغَرَامُ مَسَرَّةً ... فَالحمد للهِ المُفِيدِ المُنعِم
  أهلاً بِوَجهِكَ آيِبَاً من غفلَةٍ ... يَا ابنَ الأهِلَّةِ للورَى والأنجُم
  يَا ابنَ الذِي يَهَبُ الأُلوف مُهَوِّناً ... ويردُّ شأوَ الجَيشِ غَيرَ مُصَمِّم
  فَلَعَلَّ مَن سَمَكَ السّماء بِأَيْدِهِ ... يَأتِي بِهِ لِيَلِذَّ عِندِي مَطْعَمِي
  وَيَتِمَّ بالمَلِكِ الهُمَامِ سُرورُنَا ... كَسُرُورِنَا بِسَلِيلِهِ المُتَقَدِّم
(١) أملح: وادي مشهور من بلاد شاكر، من أعمال صعدة، فيه قرى ومزارع، وهو لوايلة ودهمة ابنا شاكر.
(٢) شدخوا الدماء: أي أسالوها، عبارة عن ذبح الأنعام للإكرام.