ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[83] وله # في صدر كتاب إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس أمير مكة: [البسيط/7]

صفحة 221 - الجزء 1

[٨٣] وله # فِي صدر كتاب إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس⁣(⁣١) أمير مكة: [البسيط/٧]

  أَبلِغْ قَتَادَةَ عَنَّا إن عَرَضتَ بِهِ ... جَهدَ الرِّسَالَةِ لَا مَيْنَاً وَلَا زُوْرَا

  وَقُلْ لَهُ قَدْ أَتَانَا عَنكُمُ نَبَأٌ ... تُخَالُ نَفحَتُهُ مِسْكَاً وكَافُورَا

  يَا ابنَ الذِي تَعرِفُ الخَيلاَنِ مَوقِفَهُ ... فَتنثَنِي دُونَهُ مَذعُورَةً ضُورَا⁣(⁣٢)

  أَثنَى عَلَيكَ بِمَا أَولَيتَهُ حَسَنٌ ... وفَاعِلُ الخَيرِ يَلقَى الخَيرَ مَسْطُورَا

  مَا ضَرَّ قَومِي ولَا أَعنِي بِهِ رَجُلاً ... لَو أنَّ أمرَهُمُ مَا بينهم شُورَا

  فَحَكِّمُوا العَضبَ فِي أطرافِ أَرضِهِمُ ... وغَادِرُوا الأسْمَرَ الخَطِيَّ مَكْسُورَا

  حَتَّى يَقولَ الوَرَى شَادت بَنُو حَسَنٍ ... مَجدَاً لَهُمْ كَانَ قَبلَ اليَومِ مَعْمُورَا

[٨٤] وله # فِي صدر كتاب: [السريع/٢]

  وَكيفَ وهو الشَّمسُ تُعْشِي إذَا ... مَا كُرَّ فِيهَا نَظَرُ النَّاظِرْ

  فَمَا قُصُورِي عن أدَا حَقِّهِ ... جَهلاً وَلَكِن قَصَّرَ الخَاطِرْ

[٨٥] وقال # جواباً عن شعر أتاه من السلطان بشر بن حاتم اليامي: [الطويل/٣١]

  شَرَى مَوهِنَاً بَعدَ الهُدوءِ يَمَانِي ... كَنَصلٍ مُلَيحٍ أو فُؤَادِ جَبَانِ⁣(⁣٣)


(١) الأمير الشريف سلطان الحرمين أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى بن الإمام عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، ولد سنة (٥٢٧) ه، بوادي العلقمية من أودية ينبع، من أرض الحجاز، ونشأ وتربى في حجر والده، وحفظ القرآن عليه، ونشأ على مذهب سلفه من أهل البيت $، كان من أكابر العلماء الروؤساء القادات، تولى مكة والحجاز (٥٩٧) ه، انتزعها من الشريف مكثر بن عيسى بن فليتة، ودارت بينه وبين صاحب المدينة حروب آلت إلى صيرورة المدينة تحت إمرة الشريف قتادة، وولى عليها رجلاً من بني الحسين، وحارب ثقيف حتى ملك الطائف، وحارب جيوش العباسيين مرات حتى هزمهم، وخافوا جانبه، وأخذوا يلاطفوه ويهدوا إليه الهدايا كل عام فكان يحمل إليه من بغداد الخلع والذهب وهو في داره بمكة، وكان يقول: أنا أحق بالخلافة من الناصر العباسي، وامتد نفوذ سيطرته على الحجاز جميعه تقريباً، وكان شيخاً مهيباً طوالاً، قوي النفس، مقداماً فاضلاً، شاعراً أديباً، على مذهب الإمام زيد بن علي #، وكان حسن السيرة أزال عن مكة حرسها الله تعالى العبيد المفسدين، وحمى البلاد وأحسن إلى الحجاج وأكرمهم، والحجاج في أيامه آمنون مطمئنون على أموالهم وأنفسهم، وكان يؤذن في أيامه في الحرم بحي على خير العمل، وكان محباً للعلماء والأدباء، وكان من أنصار وأعضاد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #، وأرسل إلى الإمام جماعة من مواليه وقرَابَاته للجهاد مع الإمام #، وجرت بينهمَا مكاتبات ومراسلات شعرية ونثرية، وأمره الإمام # ببناء مشهد الإمام الحسين بن علي الفخِّي ففعل عن أمر الإمام، وبقي في إمارة مكة والحجاز سبعة وعشرين عاماً، وتوفي الأمير قتادة فِي مكة المكرمة في آخر جماد الآخرة (٦١٧) ه، وعمره (٩٠) عاماً، رحمة الله عليه ورضوانه.

(٢) الضَّور: الجوع الشديد، والتضور: التلوي من وجع الضرب والجوع.

(٣) شرى: أي لمع. والموهن: بعد نصف الليل. والمليح: سنان الرمح.