[83] وله # في صدر كتاب إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس أمير مكة: [البسيط/7]
  بِوطفَاءَ أمَّا قُطبُهَا فَمُحَلِّقٌ ... وأَمَّا رَحَاهَا والرَّبَابُ فَدَانِي(١)
  دَجَتْ بِمُلِثِّ القَطْرِ مُنفَصِمِ العُرَا ... بَطِيءٍ مِن العِبءِ المُحَمَّلِ وَانِي
  فَنَامَ صِحَابِي وارتفعت أَشِيمُهُ ... لَعمرُكَ والحَالاَنِ مُختَلِفَان(٢)
  وسَاقِي مَدَامِ النَّومِ يُهدِي كُؤسَهُ ... إلَى كُلِّ فَرحَانٍ من الحَدَثَانِ(٣)
  إلَى أنْ بَدَا لِي النَّجمُ وَاهٍ كَأنَّهُ ... نِظَامُ فَرِيدِي لُؤلُؤٍ وجُمَانِ(٤)
  فَقلتُ أَهذَا النَّجمُ أثقلَهُ الكَرَى ... أم انصاعَ مَرعُوبَاً مِن الدَّبَرَان(٥)
  أمْ امَّاثَ من خَوفِ السِّمَاكِ فُؤادُهُ ... وَخاَفَ يُفَاجِيهِ لَهُ بِمَكَانِ(٦)
  وَهَب رُمْحَهُ قد رَآهُ الناسُ كُلُّهُمْ ... أَيُرهَبُ ذَا رُمحٍ بِغَيرِ سِنَان
  أم ابنُ ذُكَا وافَا وشَامَ حُسَامَهُ ... عَلَيهِ كَلَونِ الرُّمحِ غَيرُ دَدَانِ(٧)
  كَطَلعَةِ طُرْسٍ جَاءَنِي فِي سُطُورِهِ ... قَرِيضٌ على بُعدِ المَزَارِ شَجَانِي
  أَتَى مِن مَلِيكٍ أَوحَدٍ فِي زَمَانِنَا ... لَبَلْ أوحدٌ فردٌ بِكُلِّ مَكَانِ(٨)
  هُمَامٌ نَمَتهُ من مَقَايلِ يَعرُبٍ ... حُمَاةُ المَعَالِي يَومَ كُلِّ طِعَانِ(٩)
  يَبَيتُ النَّدَى فِي الْمَحْلِ وهو ضَجِيعُهُ ... كَأنَّهُمَا قَد أُرضِعَا بِلبَان
  شَكَى عَرَبَاً فِيهم من العُرْبِ جِسمُهُمْ ... وَأنفسُهُمْ للسِيدِ ذِي العَسلانِ(١٠)
  سَيُغنِيكَ عَنهُم مَنْ أَحَلَّكَ فَوقَهُم ... عَلَى قِمَّةِ الجَوزَاءِ والسَّرَطَان
(١) سحابة وطفاء: إذا كانت مسترخية الجوانب لكثرة الماء فيها، أو هي الدائمة السح الحثيثة طال مطرها أو قصر. والقطب: النجم. والرَّباب: السحاب الأبيض.
(٢) شمت البرق: إذا نظرت إلى سحابته أين تمطر.
(٣) الفرحان: الكثير الفرح والسرور.
(٤) واه: أي خافت ضعيف. والفريد: الشذر يفصل بين اللؤلؤ والذهب، والجوهرة النفيسة، والدر إذا نظم وفصل بغيره. والجمان كغراب: اللؤلؤ، أو هنات أشكال اللؤلؤ من فضة.
(٥) الكرى: النوم.
(٦) الميث: الموت، وماثه إذا خلطه.
(٧) ذُكا: الشمس. والددان كسحاب: من أسماء الأضداد، يطلق على السيف القطاع والكهام.
(٨) لبل: أصله لا بل.
(٩) المقايل جمع قيل: وهو الملك.
(١٠) السيد ذي العسلان: أي الذئب. والمعنى: أن أجسامهم أجسام الآدميين وقلوبهم قلوب الذئاب، كناية عن غدرهم ومكرهم.