[86] وله # في صدر كتاب إلى الفقيه سليمان بن ناصر |: [الطويل/7]
  فَيَا أيُّهَا الغَادِي عَلى شَدقَمِيَّةٍ ... بَقِيةُ أسفَارٍ وعُبرُ رِهَانِ(١)
  نَمَاهَا جَدِيلٌ من أَبِيهَا وأُمِّهَا ... لِشدقَمَ فَالنَّجرَانِ مُختَلِطَانِ(٢)
  ومِن شَاغِرٍ فِيهَا عَقَائِلُ مَنصِبٍ ... فَأوفَت كَهيِقِ الرَّمْلِ ذي الرَّمَلاَن(٣)
  تَحَمَّل هَدَاكَ الله ُمِنِي رِسَالَةً ... تُؤدِّي بِهَا مَا فِي ضَمِيرِ جِنَانِي
  وَقُلْ لِي لِمَحمُودِ السَّجَايَا ابنِ حَاتِمٍ ... وَمَن لَمْ يَرُمْ مِرقَاتَهُ القَمَرَان
  سَتُبدِي لَكَ الأيَّامُ مِنِّي مَوَدَّةً ... بِبُرهانِ صِدقٍ والرِّمَاحُ دَوَانِي
  وَيَأتِيكَ بِالمَحبُوبِ حَدٌّ ومَحتِدٌ ... لَهُ كُلُّ خَدٍّ فِي البَرِيَّةِ عَانِي
  وَنَحنُ لك الأنصَارُ فيمَا تَرُومُهُ ... إِذَا خَانَ مَحضَ الوُدِّ كلُّ هُدَان
  إِذَا خَاض موجُ الخَيلِ بِالبِيضِ والقَنَا ... وأُدهِشَ خَوفَ الموت كُلُّ جَبَانِيٍ
  فإن لَمْ أَخُضْهَا بالمُهَنَّدِ ضَاحِكاً ... فَلَا حَمَلَت سَيفِي إليَّ بَنَانِي
  إِلَى أن تَرَى مَا كَانَ أَكدَرُ صَافِياً ... وَحَدُّ حُسَامِي صَارِمٌ ولِسَانِي
  فَأمَّا الذي عَادَوك فِينَا فَدِينُهُمْ ... وَدِينُكَ مِثلُ التَّبِرِ والصَّرَفَانِ(٤)
  ألَيسَ أبُونَا صاحبُ الوحي حَظَّهم ... على وُدِّنَا مَا دَامَ بَحرُ عُمَانِ(٥)
  فَدَعهُم سُقِيتَ الغَيثَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ ... وَلَا زِلتَ مَحمُودَاً بِكُلِّ لِسَانِي
  ألَم يَقرؤا حَامِيمَ - لا حُمَّ خَيرُهُمْ - ... ومَا فِيهِ من لُطْفٍ لَهُمْ وبَيَانِ(٦)
[٨٦] وله # فِي صدر كتاب إلى الفقيه سليمان بن ناصر(٧) |: [الطويل/٧]
  لَعَلَّ الذِي أَحكِيهِ قَلبُكَ شَاهِدُهْ ... ومَا وَجَدَتْ نَفسِي فَإنَّكَ وَاجِدُهْ
(١) ناقة عُبر أسفار: أي قوية تشق ما مرت به.
(٢) النجران: أي الأصلان.
(٣) شاغر: اسم فحل من الإبل الأصيلة، الهيق: الطويل المفرط فِي الطول.
(٤) الصرفان: النحاس، وقيل: الرصاص القلعي.
(٥) حظهم: أي حثهم وأمرهم.
(٦) لاحم: بمعنى هلك وفني خيرهم، ولا زائدة.
(٧) سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي. أحد أعلام الفقاء الزيدية، وكان من انصار الدين المخلصين، وكان يرى رأي المطرفية ثم رجع عنه إلى مذهب الحق، وكان من انصار الإمام المنصور بالله # وأحد تلامذة الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان والقاضي جعفر بن عبدالسلام، وكان واسع العلم والإجتهاد، وردَّ كثيراً من أهل الجبر والتشبيه إلى العدل والتوحيد وله كتاب (شمس الشريعة) فِي الفقه وغيره، وتوفي سنة ٦٠٠ هـ رحمة الله عليه. (السيرة المنصورية ج ١ ص ٤٢١، مطلع البدور).