ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[88] وقال # [يوم قتل أخيه محمد بن حمزة ¥]: [الطويل/18]

صفحة 225 - الجزء 1

  ولِي أُسوَةٌ فِي قَاسِمٍ يومَ مَدْوَدٍ ... وثَرْيَانَ حَيَّا اللهُ هِمَّةَ قَاسِمِ⁣(⁣١)

  وَفِي أحمدٍ يومَ القَلِيسِ ومَاجَرَى ... عَلِيهِ بِهَا مِنْ حَاتِمٍ يَومَ حَاتِمِ⁣(⁣٢)

  عَسَى غَيرَ مَا قَد كَانَ يَأتِي بِهِ الذِي ... لَهُ الأمرُ فِينَا مِن حَدِيثٍ وقَادِم

[٨٨] وقال # [يوم قَتلِ أَخِيهِ محمد بن حمزة ¥]⁣(⁣٣): [الطويل/١٨]

  ألَا هل أَتَى أَبنَا أَبِينَا وقَومَنَا ... بَنِي هَاشِمٍ أفعالُ هذي العَشَائِر

  بِأَنَّا حَمينَاهُمْ وشُدْنَا مَنَارَهُمْ ... بِأسيَافِنَا فَوقَ النُّجُومِ الزَّوَاهِر

  مَنعنَاهُمُ مِن مَشرَبِ الذُّلِّ بَعدَ مَا ... أَشاحُوا لَهُ فعلَ الجَمُوحِ المُكَاسِرِ⁣(⁣٤)

  وحُطنَاهُمُ واللهُ يَعلَمُ قَولَنَا ... وكُلُّ صَلِيبِ العَقلِ غَيرُ مكابِر

  وكَانَ جَزَانَا مِنهُمُ مثلُ مَاجَزَتْ ... عَلَى غَيرِ ذَنبٍ جارَهَا أمُّ عَامِرِ⁣(⁣٥)


(١) المراد بقاسم هنا، هو الأمير الفاضل الشهيد القاسم بن جعفر بن الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني $، وثربان: وطن بني علي قبيلة من زهير من أرحب شمال صنعاء، بها آثار حميرية وخرائب ومواجل كثيرة، وكان فيه وقعة عظيمة بين الأمير الفاضل والصليحيين بقيادة عامر الزواحي، قتل منهم الأمير الفاضل مقتلة وغنم غنائم كثيرة، كانت الدائرة له على أعدائه. وأما مدود: فلعله يريد المديد، وهي وقعة أخرى عقيب ثربان متممة لها. انظر سيرة الأميرين الفاضلين ص ١٥٨.

(٢) القليس: بلدة في جبل حضور عزلة من قرية النبي شعيب ناحية بني مطر، غربي صنعاء، وكانت فيه وقعة عظيمة للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # مع حاتم بن أحمد، كان مع الإمام فيها زهاء ثلاثمائة فارس، ومع حاتم بن أحمد زهاء خمسمائة فارس، وثلاثة آلاف قايس وألف فارس، وأمده عبد الله بن يحيى بسبعمائة فارس، فاقتتلوا في القليس من أول النهار إلى آخره، ثم حملوا على الإمام وجيشه حملة رجل واحد، فافترق جيش الإمام ثلاث فرق، فرقت انهزمت وصعدت الجبل، وفرقة مالت مع الأعداء ضد الإمام، وفرقة قاتلت مع الإمام، فلما رأى الإمام # ذلك فعل فعل آبائه الأئمة $، حمل على القوم حتى خالطهم ودخل بينهم وجاولهم يميناً وشمالاً حتى فرقهم عنه، وحماه الله وأنجاه منهم، فلحق بأصحابه نحو الجبل، ولم يكن القوم يريدون غيره. انظر سيرة الإمام أحمد بن سليمان ص ١٧٢.

(٣) ما بين القوسين ساقط من النسخة الأصلية.

(٤) في (م) و (ع) و (ب) أشاحوا له فعل الجموع الأكاسر. وأشاحوا من الشيح: وهو المقبل عليك، المانع لما وراء ظهره. والجموح: الذي يركب هواه فلا يمكن رده.

(٥) أم عامر: اسم للضبع، وكان من حديثه أن قوماً خَرَجُوا إلى الصيد في يوم حار، فإنهم لكَذَلك إذ عَرَضَتْ لهم أُمَّ عامرٍ، وهي الضبع، فطَرَدُوها حتى ألجؤها إلى خِباء أعرابي، فاقتحمته، فخرج إليهم الأعرابي، وقَال: ما شأنكم؟ قَالوا: صَيْدُنا وطَريدتنا، فَقَال: كلا، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي، قَال: فرجَعُوا وتركوه، وقام إلى لِقْحَةٍ فحلَبَهَا وماء فقربه منها، فأقبلت تَلِغُ مرةً في هذا ومرة في هذا حتى عاشت واستراحت، فبينا الأعرابي نائم في جَوْف بيته إذ وّثَبَتْ عليه فبَقَرَتْ بطنه، وشربت دَمَه وتركته، فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بَقِيرٌ في بيته، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها، فَقَال: صاحبتي والله، فأخذ قوسه وكنانته واتبعها، فلم يزل حتى أدركها فقتلها.