ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[90] وكتب # إلى الشرفاء العلويين لما اعتقلهم سيف الإسلام: [الطويل/4]

صفحة 228 - الجزء 1

  وَوَجْدُ خِلاَفِ الظَّاعِنِينَ - وَإنَّنِي ... لأعجبُ من وَجْدِ الجَزُوعِ - ومَا يُجْدِي⁣(⁣١)

  وَلَا تَعجَبَا مِن شُغْلِ فِكرِي فَإنَّهُ ... تَحَيَّرَ فِي طَرْسٍ أَتَانِيَ مِن سَعْد

  سَلِيلِ عَلِيِّ المَلْكِ أوحدِ عَصرِهِ ... أَخِي الفَتَكَاتِ الصُّمِّ والنَّابِلِ العِدِّ⁣(⁣٢)

  تَضَوَّعَ لَمَّا جَاءَ مِسكَاً وعَنبَرَاً ... وَنِدَّاً وأَينَ المِسكُ مِنهُ مع النِّد

  فَقُلتُ أهذَا سِحرُ هاروتَ مُفرَغَاً ... أم الدُّرُّ واليَاقُوتُ فُصَّلَ فِي عَقْدِ⁣(⁣٣)

  وَعَبَّرَ عَن وَجْدٍ وَعِندِي شَهِيدُهُ ... فَمَن لِي بِعرفَانِ المَلِيكِ بِمَا ِعندِي

  وَحَضَّ عَلَى نَصرِ الهُدَى فَكَأنَّهُ ... وَلَا فَخرَ سَلَّ المَشرَفِيِّ من الغِمْد

  فَيَا سَعدُ لَا والرَّاقِصَاتِ إلَى مِنَى ... بِكُلِّ مُصَلٍّ أَغبَرِ الرَّأسِ والجِلْد

  لأجتَنِبَنَّ النَّومَ إِلَا أَقَلَّهُ ... إِلَى أن تَرَى فِي الضِّدِّ مُجلِيَةَ الضِّدّ

  فَإنْ لَمْ أَقُمْ فِي الدِّينِ للهِ غَاضِبَاً ... فَمَن ذَا الذِي يُرجَا لِنصرِ الهُدَى بَعْدِي

  وَلَكِن أَنَاتِي فِي أُمُورٍ حَمِيدَةٍ ... سَتبدُوا ويُسْمِيهَا المُعيدُ الذي يُبْدِي

  كَأنَّكَ بِي وَالسَّمهرِيُّ طَلِيعَتي ... وسُمْرُ القَنَا تَطغَى وبِيضُ الضُّبا تَهْدِي⁣(⁣٤)

  وَلَا هَمَّ لِي إِلَا إِمَامِي ونَاصِرِي ... مُنَجِّي أَبِي مِن جُندِ إِبلِيسَ فِي أُحْد

  وحَولِيَ من أَبنَا نِزار وَيعرُبٍ ... شُيُوخٌ لَهُمْ غَشْمُ الجَحَاجِحَةِ المُرْدِ⁣(⁣٥)

  إذَا قِيلَ شُدُّوا أَرسَلُوهَا عَوَابِسَاً ... عَلَى كُبَةِ الجَيشِ اللُّهَامِ عَلَى عَمْد

  وَلَو أنَّنِي أَطلَقتُ لِسنِي بِدَعوَةٍ ... لأسْمَعتُ مَنْ بَينَ الجَنُوبِ إلَى السَّد

  وَجآَءت عِتَاقُ البُدنِ من كُلِّ وُجهَةٍ ... بِهِم وبَنَاتُ الأعوَجِيِّ مَعَاً تُرْدِي

  أُنَاسٌ يَرونَ المَوتَ فِي الرَّوعِ مَغنَمَاً ... لِعلمِهِمُ بالأجرِ فِي ذَلِكَ الوِرْد


(١) الوجد: الإدراك والوجدان. والخلاف بالضم والكسر: المراد به هنا الطريق والمنزل. والظاعن: المسافر النتقل. المعنى أن العثور والوجدان لمنازل الظاعنين والوقوف على آثارهم يهيج الحزن، ويثير لواعج الوجد، وهو لا يجدي أي لا ينفع، كما أن المبتلى بأمر إذا لم يصبر عليه بل جزع فإنه جزعه لا ينفعه.

(٢) النابل: الحاذق بالأمر.

(٣) فِي (م) سحر بابل. وأفرغ الشيء: إذا صبه.

(٤) في (م) و (ع) و (ب) فإنك بي والسمهري طليعة وسم الكلى تطغى.

وتطغى: أي ترتفع. وتهدي: أي تدل وترشد، أو تتقدم.

(٥) الغشمشم: الجريء الماضي، أو الذي يركب رأسه من شجاعته لايثنيه شيء عما يريده ويهواه.