[92] وقال # جوابا للفقيه أبي القاسم بن الحسين ¦: [الطويل/23]
  وَمَا حَلَّ للرَّاجِي لِقَاءَ مُحَمَّدٍ ... وُقوفٌ ومُلكُ الفَوزِ فِي جَنَّةِ الخُلْد
[٩٢] وقال # جواباً للفقيه أبي القاسم بن الحسين(١) ¦: [الطويل/٢٣]
  أَأَمرُكَ مَجهُولٌ لَدَينَا فَتَنبَرِي ... لِتَبيِينِهِ باِلنَّظمِ دَأبَاً وبِالنَّثر
  أَلَستَ الَّذِي نَابذتَ عن دِينِ أحمدٍ ... طَوَائِفَ مِن نَصْبٍ طُغَاةٍ ومن جَبْر
  وأوضَحتَ بِالبُرَهانِ مَاكَانَ مُشكِلاً ... وهَل أَحدٌ يَفرِي الأمورَ كَمَا تَفْرِي(٢)
  وظَنُّكَ فِينَا صَادِقَاً فَاستَقِم لَهُ ... فَكُلٌّ إلَى غَايَاتِ آمَالِهِ يَجْرِي
  وَثِق بِامرِءٍ مِن هَاشِمٍ فِي أُرُومَةٍ ... مُكَرَّمَةِ الآبَاءِ طَيبَةِ النَّجْر
  يَنُصُّ لِبِيضِ المُرهَفَاتِ جَبِينَهُ ... ويَقضِبُ بِالهندِي هَامَ ذَوِي الكُفر
  سَتُرضِيكَ مِنه عَزمَةٌ عَلَوِيَّةٌ ... إذا قَدَّ رُكنُ الجَيشِ حَاشِيَةَ البَّحْرِ
  وَطَهَّرَ باِلصَّمصَامِ شَامَ تَهَامَةٍ ... وَجُرْدٍ تَبَارَى كَالقَطَا القَارِبِ الكُدْرِي
  هُنَالِكَ يَبدُو من أبِي القَاسِمِ الرِّضَى ... بإظهاِر آياتِ البَشَاشَةِ والبِشْر
  فَإن لَمْ أَقُدْهَا كَالجِبَالِ مُشِيحَةً ... تُرَدَّى بِأبرَادٍ من القُمُصِ الخُضْر
  خِمَاصَ البُطُونِ من مُتَابَعَةِ السُّرَى ... غِلاَظَ الجُنُوبِ من مُدَاوَمَةِ البُّرّ
  عَلَيهَا من الفِتيَانِ كُلُّ مُسَوَّدٍ ... طَوِيلِ نَجَادِ السَّيفِ كَاللَّيثِ ذِي الأجْر
  إذَا غَضِبُوا ذَاقَ الوَشِيجُ حِمَامَهُ ... وكُسِّرَت الأسيَافُ فِي مَعرَكِ الكَرّ
  فَلَا تَيأَسَنْ مِمَّا تَرَى من أنَاتِنَا ... فَكَم حَرَكَاتٍ فِي سُكُونٍ وما تَدْرِي(٣)
  وَلَا والذِي طَافَت قُرَيشٌ بِبَيتِهِ ... وَنَزَّلَ آيَ الذِّكرِ فِي لَيلَةِ القَدْر
  لإن لَمْ تَقُمْ سوقُ الهُدَى لا تَرَكتُهَا ... تَنَامُ إذَا نَامَ الخَلِيُّ عَلَى وَتْر
  فَلَا كَانَ نَومِي مِثلَ نَومِ مُهَبَّلٍ ... كَثِيرِ شعَابِ البطنِ مُشتَرَكِ الفِكْر
  ولكن سَأدعُوا دَعوَةً عَلَوِيَّةً ... بِكُلِّ كَرِيمِ الجَدِّ يَزْهُرُ كالبَدْر
(١) أبو القاسم بن حسين بن شبيب التهامي، عالم فاضل بليغ فصيح خطيب مصقع أصولي محقق، أحد العلماء الأعلام، وصل من تهامة إلى براقش من جهة الجوف إلى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #، وأقام مع الإمام يقرأ عليه ويذاكره، وكان من أنصار الإمام # المجاهدين بين يديه، وهو الذي راجع الإمام فِي مسألة السّبي والغنيمة، فأجابه المنصور بالله بكتاب (الدرة اليتيمة فِي أحكام السبا والغنية). (المستطاب، مطلع البدور).
(٢) يفري الفري: أي يأتي بالعجب في عمله. وأفراه: أصلحه أو أمر بإصلاحه.
(٣) في (م) و (ع) و (ب) فلا تبتئس.