ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

شعره #

صفحة 23 - الجزء 1

  كبار الأشراف وأفاضل العلماء والقضاة وسائر المسلمين، فبايعوا كافة⁣(⁣١)، فلما قضيت صلاة الجمعة خرج الإمام والأميران إلى ضفة المسجد الشامية والمسلمون، فأقبل من جمعه السوق من أهل صعدة، وسائر قبائل العرب من خولان وسنحان وهمدان وغيرهم.

  فتقدم الأمير شمس الدين فوعظ الناس وأخذهم باللطف وبيّن لهم الحق، وكان من كلامه:

  «أيها الناس لقد جهدنا في حط هذا الأمر عن رقابنا ورقابكم بكل ممكن فما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، وقد علمتم أن ملوك اليمن قد عرضوا علينا أموالهم، وخيولهم وحصونهم وطاعتهم وحضونا على هذا المقام فلم نساعدهم إلى ذلك لوجود العذر بيننا وبين ربنا، ومع وجود هذا الإمام فلم نجد سبيلاً إلى التأخر وإنما هو الإقدام أو النار» فبايع الناس أفواجاً⁣(⁣٢).

ألفاظ البيعة

  وكانت بيعته # أن يبسط يده الشريفة ثم يقول للرجل: «أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله ÷، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة ولينا، ومعاداة عدونا، والجهاد في سبيل الله بين أيدينا»، فإذا قال الرجل: «نعم».

  قال: «عليك بذلك عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذ على نبي من عهد وعقد».

  فيقول الرجل: «نعم»، فيقول الإمام: «الله على ما نقول وكيل»⁣(⁣٣).

الوفود إلى الإمام # للبيعة

  ولما ذاع واشتهر في الناس انعقاد البيعة للإمام المنصور بالله # ومبايعة العلماء له، وتسليم الأمر إياه، أقبل إليه الوفود من كل فج عميق من أقطار اليمن مسارعة في الفضيلة، ومسابقة للجهاد بين يديه، والانضواء تحت راية القائم من أهل البيت $ ليدفع عن الناس ما يصيبهم من الفتن والمحن.

  فكان ممن وفد #: الشرفاء بنو عمه من أولاد حمزة بن أبي هاشم، ومنهم الشريفان الفاضلان علي وسليمان ابنا بدر الدين بن عبد الله بن جعفر بن القاسم من بلاد الأهنوم في جماعة من


(١) التحفة العنبرية - خ -، اللآلئ المضيئة - خ -، نقلاً عن السيرة المنصورية.

(٢) التحفة العنبرية - خ -، اللآلئ المضيئة - خ -.

(٣) التحفة - خ - اللآلئ المضيئة - خ - عن السيرة.