ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[93] وقال # عن شعر أتاه من السيد يحيى بن علي [السليماني]، وقد هاجر إلى بيض: [الطويل/29]

صفحة 230 - الجزء 1

  وأتباعِهِم مِن كُلِّ حَيٍّ ومَعشَرٍ ... مِن العَجَمِ الأنْجَادِ والعَرَبِ الغُرّ

  وأرسِلُهَا زَهْوَاً رِعَالاً مُغِيرَةً ... وأَسْرِي كمَا تَسرِي النُّجُومُ التي تَسْرِي⁣(⁣١)

  وَأُلزِمُ نَفسِي الصَّبرَ فَهو ذَخِيرَةٌ ... كَمَا قِيلَ فِيمَا يُستَجَادُ من الشِّعْر

  ويَومٌ كَأنَّ المُصطَلِينَ بِحَرِّهِ ... وإن لَمْ يَكُنْ جَمْرٌ وُقُوفٌ على جَمْر

  صَبرَنَا لَهُ حَتَّى يَبُوحَ وإنَّمَا ... تُفَتَّحُ أبوَابُ الكَرِيهَةِ بِالصَّبْرِ⁣(⁣٢)

[٩٣] وقال # عن شعر أتاه من السيد يحيى بن علي [السليماني]، وقد هاجر إلى بَيْض⁣(⁣٣): [الطويل/٢٩]

  ألَا لَا أَرَى هُجرَانَهَا بِصَوَابِ ... فَعُوجَا بِهَا أو فَأْذَنَا بذَهَاب

  خَلِيلَي إِنِّي عَارِفٌ بِرُسُومِهَا ... سوى أنَّ ذِي الأوهَادِ كُنَّ رَوَابِي

  أنِيخَا بِهَا نِضويكمَا فلَطَالَ مَا ... أنَاخَ بِهَا رَكبٌ كَلَيلُ رِكَابِ⁣(⁣٤)

  سَرَوا لَيلَهُمْ والنَّارُ غَيرُ خَفِيَّةٍ ... تَنُوبُ عن استنِبَاحِهِم لِكِلاَب

  فَلَمَّا أضافُوهَا وَقد ذَهَبَ الطِّوَى ... بألبَابِهِم والنَّومُ كُلَّ ذَهَابِ⁣(⁣٥)

  أنَاخُوا بِدَارٍ لَا يَرَى البُؤسَ ضَيفُهَا ... فَبَاتُوا عَلَى أَسنَى قِرَىً ووَثَابِ⁣(⁣٦)

  فَلَا تَصدِفَا عَنهَا وَطُوفَا رُسُومَهَا ... وَإن آذَنَت أَطلالُهَا بَخَراب

  أَحِنُّ إلَى بَيْضٍ وأَجْرَاعِهِ العُلَى ... حَنِينَ عُجُولِ الشُّولِ نَحوَ إٍهَابِ⁣(⁣٧)

  دِيَارٌ بِهَا أضحى مُخَيَّمُ مَعشَرِي ... وظُفْري على أهلِ الضَّلاَلِ ونَابِي


(١) في (ب) زهواً رسالاً. والصحيح ما في الأصل.

(٢) هذان البيتان من قصيدة الشاعر نهشل بن حري بن ضمرة الدارمي، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وعاش فِي الإسلام، أسلم وَلَمْ يرَ النبي ÷، وصحب أمير المؤمنين علياً # فِي حروبه.

(٣) بيض: واد معروف في نواحي صبيا شرقها، وأهله ينسبون إليه بَيضي، قال الشرفي في الآلئ المضيئة - خ - (٢/ ٢٦٧): وجاءه - أي الإمام # - بريدٌ من تهامة من عند الأمير نظام الدين يحيى بن علي بن فليتة السليماني، يذكر إجابته لدعوة الإمام، وقيامه بأمره في تلك الجهات من شام تهامة، وهجرته فيمن أطاعه من الشرفاء وغيرهم إلى بيض، وانتظام الأمور في جهته.

(٤) النضو بالكسر: البعير المهزول، وقيل: كل مهزول من الدواب.

(٥) الطوى: الجوع.

(٦) الوثاب: المقاعد.

(٧) الجرعة بالفتح ويحرك: الرملة العذاة الطيبة المنبت التي لا وعوثة فيها، وقيل: هي الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل، وقيل: هي الرملة السهلة المستوية، أو الدعص لا ينبت شيئاً. والشول جمع شائلة: وهي من الإبل التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فخف لبنها. والعجولة من الإبل: الوالهة التي فقدت ولدها.