[93] وقال # عن شعر أتاه من السيد يحيى بن علي [السليماني]، وقد هاجر إلى بيض: [الطويل/29]
  بَنِي حَسَنٍ قَومِي الكُمَاةِ ألا اضرِبُوا ... قِبَابَاً بِهَا للعِزِّ أيَّ قِبَاب
  وَلَا ترْأمُوا حِلْفَ الدَّنَاءَةِ إنَّهَا ... مَشَارِبُ لُؤمٍ كُنَّ غَيرَ عِذَابِ(١)
  وهُزُّوا صُدُورَ السَّمهَرِيَّةِ وامنعُوا ... حِمَاكُم بِطَعنٍ صَادِقٍ وضِرَاب
  فَقِدْمَاً عَلِمتُمْ فِعلَ زُهرَةَ ضِلَّةً ... وَمَا كَانَ من أخبارِ فِعلِ صَوَابِ(٢)
  فَكَيفَ وَهَذِي رَايَةُ الحَقِّ قَد بَدَتْ ... ومَوْقِفُكم فِي الرَّوع لَيس بِغَابِي
  دَعُوا ذِكرَ فَيفِ الرِّيحِ فَهو لِغَيرِكُمْ ... وهُم دُونَكُمْ من جَعفَرِ بنِ كِلاَبِ(٣)
  وهَذَا عَلِيٌّ جَدُّكُم ومُحَمَّدٌ ... أبوكُم وَلَمْ أنطِقْ بِغَيرِ صَوَاب
  فَصَبرَاً عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ وَعَضِّهِ ... فَمَا الصَّبرُ عن أَمثَالِكُمْ بِعُجَابِ(٤)
  وَخُوضُوا غِمَارَ المَوتِ فِي حَومَةِ الوَغَى ... لِذكِرٍ بَعِيدٍ صِيتُهُ وثَوَاب
  فلَيسَ العُلَى حَيسَاً يَهُولُ منالُهُ ... وَلَا تُدْرُكُ العليا بِغَيرِ طِلاَبِ(٥)
  ومَا لَكُمُ من لَمْ يُهَاجِر بِصَاحِبٍ ... وَلَا هُمْ لِسِبطَي أَحمَدٍ بِصِحَابِ(٦)
  فَيَالَ عَلِيٍّ دَعوةً عَلَوِيَّةً ... وَلَستُ أنَادِي مِن وَرَاءِ حِجَاب
(١) رأم الشيء: أحبه وألفه.
(٢) صواب الحبشي مولى آل أبي طلحة، هو آخر من حمل لواء المشركين يوم أحد بعد بني طلحة، فقطع علي # يده اليمنى، فأخذه باليسار فقطعها، ثم برك على اللواء وأخذه بصدره وعنقه حتى قتل، وهو آخر من قتل من أهل اللواء.
(٣) الفيف: المكان المستوي من الأرض، أو المفازة لاماء فيها، وفيف الريح عين بالدهناء: وله يوم فقئت فيه عين عامر بن الطفيل. وجعفر بن كلاب: أي القبيلة المنسوبة إليه. ويوم فيف الريح: وقعة كانت بين بني عامر بن صعصعة وبني الحارث بن كلاب، وسببه: أن بني عامر كانت تطلب بني الحارث بأوتار كثيرة، فجمع لهم الحصين بن يزيد الحارثي الملقب ذو الغصة، واستعان بجعف وزُبيد وقبائل سعد العشيرة ومراد وصداء ونهد وخشعم وشهران وناهس، فأقبلوا على بني عامر وهم منتجعون بمكان يقال له فيف الريح، وكان مع بني الحارث وأحلافهم النساء والذراري كي لا يفروا، فاجتمع بنو عامر فقال لهم عامر بن الطفيل: أغيروا بنا على القوم فإني أرجو أن نأخذ غنائمهم ونسبي نسائهم، فأجابوه إلى ذلك، وساروا إليهم، فأخبرت عيون بني الحارث بالخبر فاستعدوا للقاء بني عامر فاقتتلوا ثلاثة أيام بفيف الريح، فأسرع القتل في الفريقين، ثم افترقوا ولم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة، وكان الصبر فيها والشرف لبني عامر.
(٤) ريب الزمان: صرفه وحاجته. وعَضُّ الزمان: شدته.
(٥) الحَيس: تَمْرٌ يُخْلَطُ بِسَمْنٍ وأقِطٍ، فَيُعْجَنُ شديداً، ثم يُنْدَرُ منه نَواهُ، ورُبَّما جُعِلَ فيه سَويقٌ.
وفي بعض النسخ بدل يهون كلمة (يهول) والصحيح ما في الأصل.
(٦) أي ليس لكم من لم يهاجر إلى نصر الحق بصاحب.