ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[99] وقال # يهنئ السلاطين آل حاتم بأوبة السلطان بشر بن حاتم: [البسيط/31]

صفحة 238 - الجزء 1

  مُسِيحٌ عَلَى أعدَائِهِ كُلَّ لَيلَةٍ ... وإن كَانَ عَنهُم نَائِيَاً غَيرَ حَاضِرِ⁣(⁣١)

  لَهُ كُلُّ يَومٍ غَارَةٌ مُسْبَطِرَّةٌ ... إِلَى كُلِّ أفَّاكٍ أثِيمٍ وفَاجِر

  فَأَينَ الحَمَايَا مِن أُنُوفٍ حَمِيةٍ ... تَنَشَّقْنَ رَيحَانَ العُلَى والمَفَاخِر

  تَمُتُّ إلَى أصلٍ رَفِيعٍ ومَنبَتٍ ... مَنِيعٍ وَجَدٍّ شَامخٍ غَيِرَ عَاثِر

  هَلُمُوا بَنِي بِنتِ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... إِلَى َشرفِ الدَّارَينِ دَهرَ الدَّواهِر

  فَمَا أنتُمُ دُونَ الحُمَاةِ رَبِيعةٍ ... غَدَاةَ خَزَازَى يَومَ جَمعِ الجَمَاهِرِ⁣(⁣٢)

  وَلَا دُونَ أحيَا عَامِرٍ يَومَ مَذحِجٍ ... عَشِيَّةَ فَيفِ الرِّيحِ أَيَّامَ عَامِرِ⁣(⁣٣)

  أَبُوكُم عَلِيٌّ والنَّبِيُّ مُحَمَّدٍ ... فَهل بَعدَ هذا من فَخَارٍ لفَاخِر

  أَرأسَ مَعَدٍّ لَا عَدِمتِ قَبِيلَةً ... هَلُمِّي إلَى عِندِ الإمَامِ فَهَاجِرِي

  هَلُمِّي إلَى دِينٍ ودُنَيا عَرَيضَةٍ ... وقَائِمِ حَقٍّ بِالتَّوَاصُلِ آمِر

  يُنَادِي بَأعلَى الصَّوتِ يَا آل أحمد ... خُذُوا حِذرَكُم من كُلِّ أطلسَ غَادِر

  فأنُتم وُلاَةُ الأمرِ فِي كُلِّ بلدَةٍ ... وأهلُ اللوَاءِ والرِّدَا والمَنَابِر

  وَهَا أَنَا هَذَا حَيثُ لَا تَجهَلُونَنِي ... كَطودِ شَمَامٍ ظَاهِرَاً أيَّ ظَاهِرِ⁣(⁣٤)

[٩٩] وقال # يهنئ السلاطين آل حاتم بأوبة السلطان بشر بن حاتم: [البسيط/٣١]

  آبَت بِأوبَتِكَ العَليَاءُ والظَّفَرُ ... إِلَى مَنَازِلِنَا والشَّمسُ والقَمَرُ


(١) مسيح: أي يمر على أعدائه ولا يغفل عنهم.

(٢) خزازى: جبل بطخفة ما بين البصرة إلى مكة وهو قريب من سالع. ويوم خزازى من وقعات أيام العرب المشهورة ومن حديثه: أن ملكاً من ملوك اليمن كان في يديه أسارى من ربيعة ومضر وقضاعة فوفد عليه وفد من بني معد فكلموا الملك في الأسرى فوهبهم لهم، فاحتبس الملك عنده بعض الوفد رهينة، وقال للباقين إئتوني برؤساء قومكم لآخذ عليهم المواثيق بالطاعة لي وإلا قتلت أصحابكم، فرجعوا إلى قومهم فأخبروهم الخبر، فبعث كليب وائل إلى ربيعة فجمعهم واجتمعت معد عليه، فلما اجتمعوا إليه سار بهم، وجعل على مقدمته السفاح التغلبي وهو سلمة بن خالد بن كعب، وأمرهم أن يوقدوا على خزازا ناراً ليهتدوا بها، وقال للسفاح إن غشيك العدو فأوقد نارين، فبلغ مذحجاً إجتماع ربيعة ومسيرها، فأقبلوا بجموعهم واستنفروا من يليهم من قبائل اليمن وساروا إليهم، فلما سمع أهل تهامة بمسير مذحج انضموا إلى ربيعة، ووصلت مذحج إلى خزازا ليلاً، فرفع السفاح نارين، فلما رأى كليب النارين أقبل إليهم بالجموع فصبحهم فالتقوا بخزازا، فاقتتلوا قتالاً شديداً أكثروا فيه القتل فانهزمت مذحج وانفضت جموعها. الكامل في التاريخ (١/ ٣١٢).

(٣) فيف الريح من أيام العرب، تقدم في القصيدة رقم (٩٣) من الباب الثاني.

(٤) شمام كسحاب: جبل.