[99] وقال # يهنئ السلاطين آل حاتم بأوبة السلطان بشر بن حاتم: [البسيط/31]
  يَا أَيُّهَا المَلْكُ مِن يَامٍ ومَن شَهِدَتْ ... بِفَضلِ هِمَّتِهِ الأعَدَا ومَا شَعَرُوا(١)
  أنت الذِي حَالَفَتنَا بَعدَ غَيبَتِهِ الـ ... ـأحزَانُ والوَجْدُ والتَّهْمَامُ والسَّهَرُ
  أسأتَ مَا لَمْ تَكُن تَدرِي بِمَوقِعِهِ ... مِنِّي وإن مَانَ أقوامٌ وإن هَجَرُوا
  إن كَانَ للمجدِ أعضاءٌ مُسَوَّمَةٌ ... فأنتَ لَا شَكَّ منهَا السَّمْعُ والبَصَرُ
  يَا رَاكِبَ الخَطَرِ المَخشِيِّ جَانِبُهُ ... أليسَ يَكْبُرُ فِي حَوبَائِكَ الخَطَرُ(٢)
  أَلزَمتَ نَفسَكَ تَصغِيرَ الكَبِيرِ وتَيـ ... ـسِيرَ العَسِيرِ أَهذَا يفعَلُ البَشَرُ
  يَا غَادِرَاً بِأبِي البَسَّامِ مُتَّخِذَاً ... عُذْرَاً لَقد فَضَحَت أفَعَالَكَ الغِدَرُ
  طَلبتَ مَا لَا يُسَاوِي شِسعَهُ شَرَفَاً ... مَا كَوكَبَانٌ لَه عِدلٌ ولا بُكُرُ
  ولَا المَدَائِنُ والأملاَكُ تَعدِلُهُ ... ولَا الحُصُونُ أَعِدْلُ الجَوهَرِ الحَجَرُ؟!
  أَرخَصتَ مَا لَم تَكُن تَدرِي بِقِيمَتِهِ ... وأرخصُ البِيعِ بَيعٌ نَالَهُ غَرَرُ
  فَلَو عَلِمنَا بِإرخَاص الثَّمِين لَمَا ... تَنَاوَلَ الخُبْرُ من مكنونِنَا الخَبَرُ
  فَيَا مُغِذَّاً عَلَى وَجنَاءَ نَاجِيَةٍ ... مِن آلِ شَدقَمَ مَوْحِيٌّ لَهَا السَّفَرُ
  بَلِّغ أبَا حَسَنٍ عَنِّي وأسرَتَهُ ... وآلَهُ فَهُمُ الوَضَّاحَةُ الغُرَرُ
  وقُلْ لِيَهنِكُمُ أنْ آبَ واحدُكُم ... وكلُّ كَسْرٍ سوى بِشْرٍ سَيَنْجَبِرُ
  يَا مُقلَةَ الدَّهرِ دُمْتِ الدَّهرَ نَائِمَةً ... أمثلُ بِشرٍ يَوافِينَا بِهِ القَدَرُ
  إن السِّرَارَ إسارٌ للهلاَلِ وَقَدْ ... يَعُودُ بعد السِّرَارِ البَاهِرِ القَمَرُ(٣)
  يَا عُظمَ مَا فَعَلَ الأعدا و مَا عَمِلُوا ... وأَيَّ لَيثٍ ومَا طَاحَ القَنَا أسَرُوا
  هَلَّا غَدَاةَ العُويرَا والجَوَادُ لَهُ ... حِصنٌ ومَاضِي الضُّبا من خوفهِم وَزَرُ
  والخَيلُ تَمضِي شُعَاعَاً من مَخَافَتِهِ ... وفِي طِوَالِ القَنَا من نَيلِهِ قِصَرُ(٤)
  فَانْعَمْ أبَا حَسَنٍ فِي المُلكِ مُفتَرِشَاً ... نَمَارِقَ العِزِّ مَهمَا أَوْرَقَ الشَّجَرُ
  وكُن على حَذَرٍ مِمَّن تُعَاشِرُهُ ... فَأحسنُ الحِبَرِ الملبوسَةِ الحَذَرُ
(١) يام: قبيلة من همدان، نسبتهم إلى يام بن أصبى بن دافع بن مالك.
(٢) الحوباء: النفس.
(٣) السرار: آخر ليلة من الشهر إذا كان تسعاً وعشرين فسراره ثامن وعشرون، وإذا كان ثلاثين فسراره تسع وعشرون.
(٤) في (م) و (ع) من ليله، والصحيح ما في الأصل.