أَيَخطُرُ فِي الحَوبَاءِ مِنكَ بِأنَّنِي ... رَضِيتُ وهل يَرضَى بَوصمَتِهِ الحُرُّ⁣^(⁣١)

  ومَن لِي بِأَنَّ أَحمِي حِمَاكَ وإن غَدَا ... علَى شرفٍ من دُونِهِ الأنجمُ الزُّهْرُ

  وأقطعُ أَعمَارَ الرِّمَاحِ بِمَأقِطٍ ... يَطُولُ بِهِ يومَاً لك المجدُ والفَخْرُ⁣^(⁣٢)

  لَئِن خَانَنِي بِالجَهلِ رُفقَةُ قَاسِمٍ ... بِأمرٍ فَإنَّ الأمر يَجْبُرُهُ الأَمْرُ

  أسلطانَ قَحطانَ بنِ هُودٍ وتَاجَهَا ... وفَارسَها المَذكُورَ إن عَظُمَ الذُعْرُ

  وأضربَهَا والسيفُ يرعُدُ هَيبَةً ... وأطعنَهَا والسَّمهَرِيُّ بِهِ قُصْرُ

  وَمَن يَلتَقِي الجَيشَ العَرَمْرَمَ ضَاحِكَاً ... كَأنَّ مَخُوفَ الثَّغرِ فِي عَينِهِ ثَعْرُ⁣^(⁣٣)

  تَيَقَّن بِأنِّي لَا أَخُونُكَ والَّذِي ... لَهُ فِي مِنَى خَرَّت لِأذقَانِهَا الجُزْرُ

  مُخَضَّبَةَ السِّيقَانِ قَد عُقِدَت لَهَا ... مِن الخوف فِي اللُّبَّات أَردِيَةٌ حُمْرُ

  أعترَاً تَوَخَّى قَاسِمٌ عَن عَدُوِّنَا ... وفِي دِينِنَا لا ينفَعُ النَّاذِرَ العَتْرُ⁣^(⁣٤)

  وهل يَقطعَن بَينِي وبَينكَ قَاطِعٌ ... وحلمُكَ طودٌ شَاهِقٌ شَامِخٌ وَعْرُ

  وأنت الذِي نَهْنَهَت عن جَانِبِ العُلَى ... بِسَيفِكَ والأبطالُ كَالِحَةٌ خُزْرُ

  غَدَاةَ لَقِيتَ الألفَ لَا القَلبُ وَاجِمٌ ... وَلَا البَاعُ مَقبُوضٌ ولا الجَنبُ مُزْوَرُّ

  وَكم لَكَ من يَومٍ أَغَرٍّ مُحَجَّلٍ ... وأيَّامِ صِدقٍ حَشوُهَا البَأسُ والبِّرُّ

  ألستُم بَنِي عِمرَانَ جُودُكُمُ بَحرٌ ... وَطعنُكُمُ شَزْرٌ وضَربُكُمُ هَبْرُ⁣^(⁣٥)

  وكَيفَ اعتِذَارِي فِيكُمُ وهَلِ الفَتَى ... يَقُومُ لَهُ فِي قَطعِ وَاصِلِهِ عُذْرُ

  ولكِن أُنَاسٌ من قَبِيلِيَ مِنهُمُ ... مَدَى عُمرِنَا كَسرٌ ومن عِندِيَ الجَبْرُ⁣^(⁣٦)

  أُدَارِيهِمُ كَي يَنصُرُونِي عَلَى العِدَى ... ونَفعُهُمُ فِي بَعضِ حَالاَتِهِمْ ضُرُّ

  ++

(١) الحوباء: النفس، والجمع حوبات.

(٢) المأقِط - كمنزل -: موضع القتال أو المضيق فِي الحرب.

(٣) في الثغر والثعر جناس ناقص: فالثغر بالعين المعجمة: موضع المخافة من البلد، والثعر بالعين المهملة: الرجل القصير.

(٤) العَتْرُ: إشتداد الرمح وغيره واضطرابه واهتزازه. العتر: وشاة كانوا يذبحونها لآلهتهم.

(٥) الطعن الشزر: على غير استواء. الضرب الهبر: الذي يلقي قطعة من اللحم.

(٦) هذا البيت والذي بعده غير موجود في النسخة الأصلية.