[107] وقال # وقد ورد عليه الخبر من عزان بن سعد بأخذ محطة الغزو وتغنم أموالها: [الطويل/35]
  والرُّبْدُ من جَآذرِ النِّجَادِ ... وألبستهَا لُبسَةَ الحَدَّادِ(١)
  مِن غَيرِ مِيلَاهٍ ولا سَوَادِ ... فَأنكَرَت رُسُومَهَا جَوَادِي(٢)
  مَع كَثرَةِ التَّطوَافِ والتَّردَادِ ... وكل حيٍ فَإلَى نَفَاد
  فَانظُر إلَى المَبدَأِ والمَعَادِ ... وبَادِرِ المَوتَ بِخَيرِ زَاد
  تَقَوى الإلَهِ رَاحِمِ العِبَادِ ... واصبِر عَلى المِصَاعِ والجِلَاد
  والطَّعنِ فِي اللُّبَّاتِ والفُؤَادِ ... والضَّربِ فِي الهَامَاتِ والهَوَادِي
  وعَادِ كُلَّ ظَالِمٍ وعَادِي ... ونَادِ فِي رَيعَانِهَا ورَاد
  ولا تَقُل حِيدِى بِهَا حِيادِي ... فَالفوزُ لا يُدرَكُ بالرُّقَادِ(٣)
  فَهَذِهِ أوصِي بِهَا أولاَدِي ... إِذْ كَانَ أوَصَانِي بِهَا أجدَادِي
[١٠٧] وقال # وقد ورد عليه الخبر من عزَّان بن سعد بأخذ محطة الغزو وتغنم أموالها: [الطويل/٣٥]
  كمَا جَاءَنَا عَنكُم تَكُونُ الوَقَائِعُ ... ويَطمعُ فِي العلياءِ مَنْ هُو طَامِعُ
  وبِالكَرِّ دون الفَرِّ يُلْتَمَسُ العُلَى ... وتَزدَادُ طُولاً بالندَاءِ الصَّوَامِعُ
  أَتَانِي ورحلِي فِي برَاقِشَ وَقعَةٌ ... يَشيِبُ لَهَا فِي الظَّالِمِينَ الرَّوَاضِعُ
  لِمذحِجَ حَيَّ اللهُ أحيَاءَ مذحِج ... سَقَت أرضَهَا وَطَفُ الغَمَامِ الهَوَامِعُ(٤)
  بِأيدِي رِجَالٍ نَاصَحُوا لإمَامِهِمْ ... وَنَالُوا مَنَالَ الخَيرِ وَالخيرُ وَاسِعُ
  رَأَوا أنَّ جَنَّاتِ الخُلُودِ أَمَامَهُم ... وفِيهَا حِياضُ السَلسَبِيلِ تُوَادِعُ(٥)
  وصوتُ أجيجِ النَّارِ خَلفَ ظُهُورِهِم ... تُسَكُّ لَهَا من سامِعِيهِ المَسَامِعُ
  فَلَم تَرَ إلَا خَارِجِيَّاً مُجَدَّلاً ... تَخِرُّ سجوداً وَ السُّرَيحِيُّ رَاكِعُ
  وإِلَّا أَمِيرَاً تَمتَرِي الطَّيرُ نَفسَهُ ... وتَنتَابُهُ عُرجُ السِّبَاعِ الخَوَامِعُ(٦)
(١) الربدة: لون إلى الغبرة. والجآذر: ولد البقر.
(٢) المِيلاه بالكسر: الريح الشديدة.
(٣) حيدي حياد: كلمة يقولها الهارب كانه يسال الحرب إن تتحنى عنه من الحيدان وهو الميل والانحراف عن الشيء. وحيادِ مبني على الكسر كمَا فِي قولهم فيحي فياح أي اتسعي.
(٤) الوطف: إنهمار المطر.
(٥) التوادع: الخفض والسكون والراحة والسعة فِي العيش.
(٦) تمتري: أي تقطع. والخوامع الضباع اسم لَهَا لازم، لانها تخمع خموعاً وخمعانا وخموعاً، وهو العرج.