ترجمة الإمام المنصور بالله #
  ضيق من الجبل حتى صرعوه عن فرسه، ثم قاتلهم راجلاً فقتل منهم رجلاً وصرع آخر وعقر فرساً وهو يقاتلهم مقبلاً، فأتاه رجلٌ من خلفه فضرب يده وهو ممسك على الرمح فقطعها، وما زال يقاتل حتى ضُربت رجله فصرع، ثم قتلوه، واحتزوا رأسه وأمروا به إلى صنعاء كما فعل برأس الحسين بن علي $، وكان قتله # يوم السبت لثمان خلون من شعبان سنة (٦٠٠) ه، فلما بلغ خبره الإمام اغتم غماً عظيماً، ورثاه بقصيدة (رائية) في الباب السابع في المراثي رقم (٢٣٦)، وأخرى قافية في الباب الثاني برقم (١٢٦)، ذكر فيها مصابه وأوصافه، وحث فيها على الجهاد في سبيل الله، ويحرض القبائل على الجهاد ويذكر الذين خذلوا أخاه حتى قتل، وحزن عليه المسلمون حزناً عظيماً ورثي بمراثٍ كثيرة، وقبر # بلصف، ثم نقله الإمام # إلى الزاهر في الجوف، وقبره بها مشهور مزور.
  ومن قواده وولاته: الأمير الشهيد علي بن المحسن بن يحيى بن يحيى ¥، ولاه الإمام # على صعدة أولاً، والسبب في قتله أنه وقع بين بني الحارث ويام وشاكر فساد، وأغار الصعيب اليامي أسفل الوادي، ووقع اضطراب في نجران، فبلغ الخبر صعدة فنهض الأمير علي بن المحسن واستنفر أهل الحقل فاجتمع معه مقدار ثمانين فارساً، ونحو سبعمائة راجل غير من التأم إليهم من سائر القبائل، ثم نهض إلى العدو على غير تعبئة فمال الجنود عنه، وتفرقت الخيل ولم يبق معه فارس ولا راجل، فقاتل حتى مضى شهيداً في سبيل الله واستشهد معه في الوقعة قدر سبعين رجلاً، وذلك في شهر صفر سنة (٥٩٥) هـ.
  فلما بلغ الإمام اغتم غماً شديداً، وأرسل جيشاً بقيادة الأمير بدر الدين محمد بن أحمد وأخيه إبراهيم بن حمزة في جيش كبير بلغ عدد نحو سبعة آلاف فيه مائتا فارس، ثم ولى الإمام بعده صعدة الأمير مجد الدين إلى أن قتل، ثم ولَّى أخاه تاج الدين كما يأتي.
  ومن قواده وولاته: صنوه الأمير الباسل عماد الدين، الأمير المظفر يحيى بن حمزة بن سليمان $، ولاه الإمام # ما يلي ظاهر بني صريم، إلى الطرف وما يتصل به من الجهات، إلى بلاد حمير ونواحيها، إلى بكر وما يليه من الجهات المغربية إلى مساقط حراز، وبقيت في يده إلى أن توفي الإمام #، وهو أشهر فرسان الإمام وأشجعهم ومواقفه في الحروب معلومة لمن تتبع السيرة المنصورية.
  من ولاته وقواده: الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم ¤، ولاه الإمام المنصور بالله عيان وما يليه إلى نواحي الجهات المغربية من بلاد حجور وقحطان، وتوفى الإمام وهي في يده، وكان قرين الأمير إبراهيم بن حمزة في أكثر الحروب والمعارك.
  ومن ولاته وقواده: الأمير علم الدين سليمان بن موسى بن داوود الحمزي، من كبار القواد، ولاه