[115] وقال # إلى بني الحسن و الحسين $ إلى الحجاز سنة (598) هـ ثمان وتسعين وخمسمائة: [الوافر/66]
  وكَانَ قِيَامُهُم فِي حَقِّ دِينٍ ... فَيَاللهِ ذَلِكَ من قِيَام
  فَحَلُّوا دَارَ قحطانَ بنِ هُودٍ ... وأجْلُوا بالمُهَنَّدِ آلَ سَامِ(١)
  ويومَ دَعَا بَنِي عَبسٍ أَخُوهَا ... لِفرطِ لَجَاجَةٍ ولِخَوفِ ذَامِ(٢)
  فَقَادُوهَا مُشَذَّبَةَ الهَوَادِي ... كَأجذَاعِ البَوَاسِقِ فِي شِبَامِ(٣)
  فَسَاقَ إلَى هَوَازِنَ مَا عَلِمتُمْ ... وَنَارُ الحَربَ تَلفَحُ بالضِّرَام
  وأَيامُ الكُلاَبِ سَمت تَمِيمٌ ... فَفَازت يَومَ ذَلِكَ بالتَّمَامِ(٤)
  وذُو الرُّمحَينِ فِي كَنَفَي عُكَاظٍ ... حَمتَهُ آلُ رِيطَة بالسِّهامِ(٥)
  ويَومَ كُلَيبٍ إذ كَلِبَت عَلِيهِ ... سُرَاةُ رَبِيعَةَ الأُسْدُ الحَوَامِي(٦)
  فَصَبُّوا حَولَهُ شُعثَ النَّوَاصِي ... تَصُبُّ الجَرْي كالحَدِّ التَّهَامِي
(١) آل سام: المراد بهم هنا أهل اليمن.
(٢) هذا البيت وما بعده إشارة إلى ما دار بين بني عبس وذبيان من الحرب التي تسمى حرب داحس والغبراء، وهي من أيام حروب العرب العظيمة، والسبب فيها: أن قيس بن زهير العبسي وحذيفة بن بدر الفزاري تراهنا على أن يسابقا بين داحس وهو لقيس والغبراء وهو لحذيفة بن بدر، وجعلا رهان السباق مائة ناقة، وكان الغاية في السباق مائة غلوة، والمضمار أربعين يوماً، وكان في الغاية شعاب كثيرة، فأكمن حمل بن بدر أخو حذيفة فتياناً من فزارة على طريق الفرسين، وقال لهم: إن جاء داحس سابقاً فردوه عن الغاية، فأرسلوهما، فسبقت داحس الغبراء، فلما دنى من الغاية، وثب الفتية فردوه حتى سبقت الغبراء، فتشاجرا في الحكم في السبق، واستعدوا للحرب، ودامت بينهم أربعين سنة، لم ينتج لهم فيها ناقة ولا فرس لاشتغالهم بالحرب، وتفصيل الوقعة يطول.
(٣) المشذب كمعظّم: الطويل الحسن الخلق. والباشق: من أسماء الصقور وهو نوع منها.
(٤) أيام الكلاب تقدم الكلام حولها.
(٥) ذو الرمحين: هو أبو ربيعة، حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وسمي ذو الرمحين لطوله، كان يقال فيه كأنه يمشي على رمحين، وقيل: لأنه قاتل يوم عكاظ برمحين، ويوم عكاظ هو اليوم الرابع من أيام حرب الفجار، وآل ريطة: هم بنو المغيرة بن عبد الله، وهو حذيفة ذو الرمحين، وهشام وهاشم والفاكه، واسمها ريطة بنت سعيد بن سعد بن سهم، وكان لهم يوم عكاظ مواقف قوية في الصبر والثبات، وأبلوا فيه بلاءً حسناً.
(٦) كلبت: أي غضبت. وكليب لقب وائل بن ربيعة بن الحارث، لقب به لأنه كان يحمل معه جرواً فإذا أعجبه موضع أرسل فيه الجرو فيعوي ويصيح فلا يجرؤ أحد على أن يقربه، فقيل كليب وائل ثم اختصروا إلى كليب، وهذا البيت إشارة إلى حرب البسوس التي دامت أربعين سنة بين بكر وتغلب، بسبب الناقة التي قتلها كليب حين رآها ترعى في حماه، وكانت الناقة لجار جرمي لجساس، فقتله جساس بسبب الناقة، ثم تداعت الحرب بين القبيلتين حتى تفانوا وهلك رجالهم وأبطالهم، وأرملت النساء والأزواج، وأؤتمت الأولاد، حتى قتل جساس بعد أن قُتل الشجعان من الفريقين.