ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[116] وقال # في مثله: [الطويل/37]

صفحة 272 - الجزء 1

  وقَادَ كِنَانَةَ البَرَّاضُ قِدْمَاً ... إلى حَربِ الفِجَارِ على التَّعَامِي⁣(⁣١)

  فعَرَّضَتِ العَنَابِسُ لِلمَوَاضِي ... وُجُوهَاً لا تُعَرَّضُ لِلِّطَامِ⁣(⁣٢)

  فخَاضَت غُمْرَ لُجْتِها قُرَيشٌ ... وبَحرُ الخَيلِ عَاصِي الظَّهرِ طَامِي

  وَلَم تَقْصُرْ بِهَا سَرَوَاتُ قَيسٍ ... وَلَا سَكَنَت إلَى طِيبِ المَنَام

  وَلَولَا أن يُظَنَّ بِنَا غُلُوٌ ... عَدَدْتُ لَكُم إلى غَسَقِ الظَّلاَم

  فَقُومُوا يَا سَرَاةَ بَنِي عَلِيٍّ ... فَلَيسَ المَجدُ إلَا بِالقِيَام

  وَ إِلَا فَاحذفوهَا مِن قَرِيبٍ ... وَقُولُوا بُعدُهَا صِمِّي صِمَام

  وقُولُوا اذهَب ورَبَّكِ قَاتِلاَهُمُ ... وَهل سَهمٌ يَسُدُّ بِلَا لُؤَام

[١١٦] وقال # فِي مثله: [الطويل/٣٧]

  ألَا هَل أتَى عَنَّا على بُعدِ دَارِهِ ... قَتَادةُ والَفتحُ المُبِينُ يَشِيعُ⁣(⁣٣)

  بأنَّ الكُمَاةَ الصِيدِ قَصَّافَةَ القَنَا ... أتَتهَا جُمُوعٌ منهم وجُمُوعُ

  وَصارت لَنَا صَنعاءُ دَارَاً وهِجرَةً ... وجَاءَ لَنَا فَتحٌ بِذَاكَ سَرِيعُ

  وقُدنَا إلَى شَطَّي ذَمَارٍ فَوَارِسَاً ... عَليهَا من الصَّبرِ الكَرِيمِ دُرُوعُ

  يَقُودُهُمُ يَحيَى بَنُ حَمزَةَ إنَّهُ ... ضَرُورُ الأعادي لِلصَّدِيقِ نَفُوعُ

  فَتَىً ضَمَّهُ من جَانِبَيهِ كِليهِمَا ... حُمَاةٌ أُبَاةٌ سَادَةٌ وفُرُوعُ


(١) البراض بن قيس الكناني أحد بني ضمرة بن قيس، كان رجلاً فاتكاً يضرب بفتكه المثل، وكان خليعاً يجني الجنايات على عشيرته وقومه، حتى خلعوه وتبرؤا من فعله، فقدم مكة، ثم رحل إلى العراق، فقدم على الملك النعمان بن المنذر، وبسسببه كانت حرب الفجار بين خندف وقيس، وكان من حديثه: أن النعمان كان يرسل كل سنة بلطيمة للتجارة إلى سوق عكاظ - واللطيمة هي العير التي تحمل الطيب والبز للتجارة - فقال يوماً وعنده البراض وعروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، من يجيز لطيمتي حتى يبلغها إلى عكاظ؟ فقال البراض: أنا أجيزها على كنانة، فقال: النعمان: أريد من يجيزها على كنانة وقيس، فقال عروة: أكلب خليع يجيزها - يريد البراض -، بل أنا أجيزها على أهل الشيح والقيصوم من أهل تهامة ونجد، فغضب البراض، فدفع النعمان اللطيمة إلى عروة، فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته، حتى إذا كان الرحال بتيمن ذي ظلال العالية غفل فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام، فلذلك سمي الفجار، فأخذ البراض القافلة وقدم بها مكة فأنهبها بين العرب، فبلغ الخبر إلى قريش بما فعله البراض وهم بعكاظ فارتحلوا وهوازن لا تشعر، ثم علموا بعد ذلك فاتَّبعوهم فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم فاقتتلوا حتى جاء الليل، ودخلوا الحرم، وأمسكت هوازن، ثم لم تزل الحرب بعد ذلك بينهم سجالاً، والطول لكنانة، حتى جاء الله بالإسلام.

(٢) والعَنابِسُ من قُرَيشٍ: أولادُ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ السِّتَّةُ: حَرْبٌ، وأبو حَرْبٍ، وسُفْيَانُ، وأبو سُفْيانَ، وعَمْرٌو، وأبو عَمْرٍو.

(٣) في النسخة الأصلية (على نأي داره).