ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[116] وقال # في مثله: [الطويل/37]

صفحة 273 - الجزء 1

  فَلَم يَثنِ رَأسَاً من جِبَالِ سَمَارَةٍ ... وشَاعَ لَهُ ذِكرٌ هُنَاكَ رَفِيعُ

  وقد ألقت الأفلاذَ أهلُ تَهَامِةٍ ... وجاء إلينا قائدٌ وشفِيعُ

  وَلَم يَبقَ دُونَ المُلكِ يَا آلَ هَاشِمٍ ... لَنَا وَلَكُم فِي ذِي البِلاَدِ مَنُوعُ

  وَقَد قَامَ دَاعِيكُم عَلَى كُلِّ مِنبَرٍ ... سَمِيعاً فهل بعد السَّمَاعِ هُجُوعُ

  ولاَن شِهَابٌ بعد طول جِمَاحِهِ ... فَأصبحَ شَملُ الحيَّ وهو جَمِيعُ

  وَبَايَعَت الأجنَادُ طَوعَاً وحَافَظَت ... وَلَا يَتَساوَى حَافِظٌ ومُضِيعُ

  فقل لِأبِي الأضياف أعنِي قَتَادَةً ... فَتىً بَانَ منه العِتْقُ وهو رَضِيعُ⁣(⁣١)

  لِيهنكَ أن أَصبحَت تَدعُوا إلَى الهُدَى ... وَجُودُكَ مَبذُولٌ وأنتَ مَنِيعُ

  جَمَعت لَنَا شَملَ العَشيِرَة بَعدمَا ... تَشَعَّبَ واغتَالَ الجميعَ نُزُوعُ

  وصَلْتَ ولا شُلَّتْ يَدَاك حِبَالَهَا ... وَأنتَ وَصُولٌ للأمور قَطُوعُ

  لَكَ الشَّرَفُ العِدُّ الذِي خَضَعَت لَهٍ ... رِقَابٌ وَلَمْ يَسبِق لَهُنَّ خُضُوعُ

  أَراعِي أُسُودَ الغَابِ هَذِي عَجَهِيَبَةٍ ... متى كانت الأسد الغضابُ تَهِيعُ⁣(⁣٢)

  نَهَضتَ لِتطهِيرِ المَشَاعِرِ والصَّفَا ... وَزمزَمَ من حَيثُ الحَمَامِ وُقُوعُ

  وحيثُ يُنِيخُ الوَافِدُونَ مَطِيَّهَمْ ... بِأوجُهِهَم من الهجَيرِ سَفُوعُ

  لِيَهنِكَ أن طَهَّرَت مَكَّةً بِالقَنَا ... وأنَّ جنابَ الجَودِ مِنك مَرِيعُ⁣(⁣٣)

  كَذَا فَليكُن آلُ النَّبِي مُحَمَّدٍ ... وَ إلَا فبعض المنتمين وُلُوعُ⁣(⁣٤)

  فَقُم غَاضِبَاً للهِ قومةَ ثائرٍ ... يَرُدُّ صَبُورَ القوم وهو جَزُوعُ

  فَأنتَ لِدَاعِي الحقِّ كَنْزٌ ومَعْقِلٌ ... وَسِيفٌ حُسَامٌ بَاتِكٌ وقَطِيعُ

  نَمَاك حَلِيفُ المَجدِ نَجلُ مُطَاعِنٍ ... فطَعنُكَ موتٌ بالحَبِيبِ فَجُوعُ

  مَتَى نِمت عن حرب متَى نِمت عن عُلَا ... فذكرُك بِالفعلِ الحَمِيدِ وَسِيعُ

  وخَيلُكَ فِي شَرقٍ وغربٍ مُغِيرَةٌ ... كَوَامِيت لَا ينْمُو لَهُنَّ صَرِيعُ


(١) العتق بالكسر: الكرم والجمال والنجابة والشرف.

(٢) هاع يهيع هيوعاً: أي جبن.

(٣) المريع: الخصيب.

(٤) الوالع: الكذاب.