ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[117] وقال # إلى بني حسن وكتب بها إلى الحجاز في شهر رجب سنة (599) ه: [الكامل/55]

صفحة 275 - الجزء 1

  وَقُدنَا إلَى صَنعاءَ كُلَّ طِمِرَّةٍ ... تَكَادُ تُسَاوِي ظِلَّهَا وتُبَارِي⁣(⁣١)

  وَكُلَّ طِمِرٍّ كَالسَّحُوقِ قُذَالُهُ ... يَفُضُّ الصَّفَا منه بِصُمِّ حِجَارِ⁣(⁣٢)

  عَلَيهِنَّ صِيدٌ من كِرَامِ بَنِي أَبِي ... وفتيانِ قَحطَانٍ وَشُمِّ نِزار

  ولَم يَبقَ رُسْلٌ غيَرُ جُرْدٍ سُوَابِقٍ ... وَسُمْرٍ كأشطَانِ الجَزُورِ حِرَارِ⁣(⁣٣)

  وقد أرسَلُوا صُرَّاخَهُم نَحوَ قَومِهِمْ ... وأنتُم ذُرَى قَومِي وطَودُ فَخَارِي

  بَعثنَا إلَى صَنعاءَ يَحيَى بنَ حَمزَةٍ ... يُبَايِعُهُم فِي مُلْكِهم ويُشَارِي

  وَلَا نَقدَ إِلَّا كُلُّ نَجلاَءَ ثَرَّةٍ ... وضَربٌ كَأشدَاقِ المَخَاضِ كِبَارِ⁣(⁣٤)

  وثَارَ صَفِيُّ الدينِ فِي البَونِ ثَورَةً ... صَلَينَاهُمُ مِنهَا بِجَذوةِ نَار

  فَغَادَرَهُ كَالأمسِ بَعدَ ذَهَابِهِ ... وَمَا فِيهِ من زَرعٍ لَهُم وثِمَار

  ومَا حَارَبُوا إلا بِسَاحَةِ قَريَةٍ ... مُحَصَّنَةٍ أو من ورَاءِ جِدَار

  وهَا هُم يَرُومُونَ المرَاحِمَ بالرُّقَى ... ومَا ادَّخَرُوا من فِضَّةٍ ونَضَار

  ولَولَا تَمادِي فِسقِهِم وضَلَالِهِم ... عفَونَا وَلَمْ نَعجَلْ لَهُم بِدَمَار

  وقد جَاءَ أربَابَ الضَّلاَلَةِ جَيشُهم ... من الحقل مَخلُوطٌ بِجَيشِ ذَمَار

  ولَم يُدرِكُوا مَا أَمَّلُوا من مَرَامِهِم ... وَردَّهُمُ بَارِيهِمُ بِخَسَار

  وفِتيانُ صِدقٍ من أَزَالٍ وجُلَّةٌ ... لَهُم هِمَمٌ فِي المَجدِ غَيرُ صِغَار

  فقل لِأبِي الأضيَافِ أعَنِّي قَتَادَةً ... نَجَارُكَ يَاشَيخَ الشُّيُوخِ نَجَارِي

  وما لَهُمُ أَصلٌ تُرَدُّ فُرُوعُهُمْ ... إليهِ ولَا عِيدَانُهُم بنَظَار

  وأنت الصَّمِيمُ من ذُؤابَةِ هَاشِمٍ ... وأشرفُ بَادٍ فِي الجَمِيعِ وَقَارِي

  فَلَمَّا دَعاهُم فِي الضَّلالَةِ صِنوُهُم ... أَتَتْهُ على نَأي المَزَارِ سَوارِي⁣(⁣٥)

  فكَيفَ وقد نَادَاكَ دَاعٍ إلَى الهُدَى ... إِمَامٌ تُوَالِي دُونَهُ وتُبَارِي


(١) طِمِرّ كفِلِزّ: الفرس الطويل القوائم الخفيف، أو المستعد للعدو. وتساوي ظلها: كناية عن سرعتها، وتباري: أي تعارض.

(٢) السحوق: الطويل. والفض: الكسر. والصفا: الصخرة الصماء، والمراد أنه تكسر الصخور بحوافرها أثناء السير.

(٣) الجرد: الخيول. والسمر: الرماح. والأشطان: الحبال. والجزور: البعير. والحرار: الحداد.

(٤) الثَّرَّة: الطعنة الكثيرة الدم.

(٥) في (م) و (ع) لقته على. والسواري: جمع سرية: وهي من خمسة أنفس إلى ثلاثمائة وأربعمائة، أو التي تسري في الليل.