[117] وقال # إلى بني حسن وكتب بها إلى الحجاز في شهر رجب سنة (599) ه: [الكامل/55]
  وأنتَ الذِي يَدرِي بِحَقِّ إمَامِهِ ... وغَيرُك لَا يَدرِي ويُحسَبُ دَارِي
  وقَد طُهِّرت أَرضُ الحِجَازِ بِصبْرِكم ... فَهِبُّوا إلَى نَصرِي وشَيدِ مَنَارِي
  فَأنتُم بَنُوا الحَربِ العَوَانِ وأنتُمُ ... لُيُوثٌ إذَا طَاحَ الوَشِيجُ ضَوَارِي(١)
  وكَم وَقعَةٍ كَانَ السُّيُوفُ حُصُونَكُم ... وحِصنُ مُعَادِيكُم نَجَاءَ فِرَار
  هَبُونِي امرَأً يَومَاً يُنَادِي قَبِيلَهُ ... أَيخذُلُهُ ذُو هِمَّةٍ مُتَغَارِي(٢)
  أليسَ كُلَيبٌ فِي خَزَازَى تَقَاصَفَت ... عَلَيهِ نِزار كُلُّ أغلبَ شَارِي(٣)
  وَيَومَ طَلُوحٍ فَازَ قِدحُ عُمَيْرَةٍ ... بِدعوَتِهِ الأحياءَ وجهَ نَهارِ(٤)
  وَيومَ دَعَا قَيسٌ سَرَاةَ مُقَاعِسٍ ... فَطَارَ لَهَا الجَرمِيُّ كُلَّ مَطَارِ(٥)
(١) الوشيج: شجر الرماح. والضواري: جمع ضاري: وهو من الضراوة وهي العادة واللهج بالشيء، وضري بالصيد: إذا تطعم بلحمه ودمه، والليوث الضواري المعنى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية في شَجاعَتها، وتعودها قتل فريستها.
(٢) المتغاري: أي به غيرة وحمية.
(٣) تقدم شرحه في القصيدة رقم (٩٨) من الباب الثاني.
(٤) يوم طلوح من أيام بني يربوع خاصة من بني تميم مع بني بكر، ويقال له يوم الصمد ويوم أود.
وكان من حديثه: أن عميرة بن طارق بن أرقم اليربوعي التميمي تزوج مرية بنت جابر العجلي أخت أبجر، وسار إلى عجل ليبتني بأهله، وكان له في بني تميم امرأة أخرى تعرف بابنة النطف من بني تميم، فأتى أبجر أخته يزورها وزوجها عندها، فقال لها أبجر: إني لأرجو أن آتيك بابنة النطف امرأة عميرة، فقال له ما أراك تبقي علي حتى تسلبني أهلي فندم أبجر، وقال له ما كنت لأغزو قومك، ولكنني متأسر في هذا الحي من تميم، وجمع أبجر اللهازم والحوفزان بني شيبان، ووكلا بعميرة من يحرسه لئلا يأتي قومه فينذرهم، فسار الجيش فاحتال عميرة على الموكل بحفظه، فهرب منه وجد السير إلى أن وصل إلى بني يربوع، فقال لهم قد غزاكم الجيش من بكر بن وائل، فأعلموا بني ثعلبة بطناً منهم، فأرسلوا طليعة منهم فبقوا ثلاثة أيام فوصلت بكر فركبت يربوع، فالتقوا بذي طلوح، فركب عميرة ولقي أبجر فعرفه نفسه، والتقى القوم فكان الظفر ليربوع، فانهزمت بكر وأسر الحوفزان وابنه شريك وابنه غنمة الشاعر. انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير (١/ ٣٩٠).
(٥) هذا اليوم من أيام العرب المشهورة، وهو يوم النِّبَاج وثَيْتَل - والنباج موضع بين اليمامة والبصرة على عشر مراحل من البصرة، وثيتل ماء قرب النباج، وقيل موضع لبني حمان من بني بكر، وخبر هذا اليوم هو: أن قيس بن عاصم المنقري ثم التميمي غزا بمقاعس، وهو بطون من تميم، وهو صريم وربيع وعبيد بنو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد، وغزا معه سلامة بن ظرب الحماني في الأحارث وهم بطون من تميم، وهم حمان وربيعة ومالك والأعرج بنو كعب بن سعد، فغزوا هؤلاء بني بكر بن وائل، فأغار قيس على النباج، وأغار سلامة على الثيتل، فلما وصل قيس إلى النباج أغار على من به من بني بكر فقاتلهم قتالاً شديداً فانهزموا وأصاب منهم غنائم كثيرة، فلما فرغ من النباج توجه إلى الثيتل فوجد سلامة لم يغزهم، فأغار قيس عليهم فقاتلوه ثم انهزموا، فأصاب غنائم كثيرة أيضاً، ثم اختلف قيس وسلامة على غنائم الثيتل حتى كاد الشر يقع بينهم، ثم وقع الإتفاق على تسليم الغنائم إلى سلامة. [الكامل في التاريخ لابن الأثير ١/ ١٦٧].