ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[117] وقال # إلى بني حسن وكتب بها إلى الحجاز في شهر رجب سنة (599) ه: [الكامل/55]

صفحة 277 - الجزء 1

  وفِتيَانُ يَربُوعٍ بِجَانِبِ طِخفَةٍ ... أَحَلُّوا بِدَارِ المُلكِ كُلَّ بَوَارِ⁣(⁣١)

  وطيٌّ غَدَاةَ النَّخلِ أَجْمَعَ رَأيُهَا ... لِغَضَبةِ مَجدٍ أو لِمَنعِ ذِمَارِ⁣(⁣٢)

  وَهَمدَانُ أحلاسُ الجِيَادِ ومَذحِجٌ ... تَفَانَت أعالِيهَا لِحُرمَةِ جَارِ⁣(⁣٣)

  فَكَيفَ وَهذِي دَعوةٌ نَبَوِيَّةٌ ... وأنتَ لَهَا كَفوٌ وزِندُكَ وَارِي

  وَلَا عُذر فِيهَا عَزمَةٌ من إلَهكُمْ ... لِذي صِحَّةٍ إِلَا لِذَاتِ خِمَار

  فَقد لَزِمَت بِالحَقِّ من كُلِّ جَانِبٍ ... ولو أنَّ مَا أُدلِي بِحبَلِ جِوَار

  وَمَا قُلتُ عَزمَاً يَنفِرُ القومُ جُملَةً ... ولكِن حُمَاةٌ منهم ودَرَارِي

  ويَبقَى لِأحرارِ الحِجَازِ وأهلِهِ ... فَتَىً لَا يَذُوقُ النَّومَ غيرَ غِرَار


(١) يوم طِخفة من أيام بني يربوع من بني تميم خاصة على عساكر النعمان بن المنذر، وسببه: أن الردافة وهي بمنزلة الوزارة، وذلك أن الرديف كان يجلس عن يمين الملك، فكانت الردافة لبني يربوع من بني تميم يتوارثونها صغيراً عن كبير، فلما كان أيام النعمان، وقيل أيام ولده المنذر، لما هلك عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع وكانت الرادفة له، فنشأ ابن له يقال له غوث بن عتاب، فقال حاجب بن زرارة الدارمي التميمي إن الردافة لا تصلح لهذا الغلام لحداثة سنه، فاجعلها أيها الملك لرجل كهل، قال: ومن هو؟، قال: الحارث بن نبيه بن قرط بن سفيان بن مجاشع المجاشعي الدارمي التميمي، فدعا الملك بني يربوع فقال: يابني يربوع إن الردافة كانت لعتاب وقد هلك وابنه هذا لم يبلغ، فأعفوا إخوتكم، فإني أريد أن أجعلها للحارث بن نبيه، قالت بنو يربوع: إنه لا حاجة لإخوتنا فيها، ولكنما حسدونا مكاننا من الملك، وعوف بن عتاب على حداثة سنه أولى بالردافة من الحارث بن نبيه، ولن يفعل ولن ندعها، قال: إن لم تدعوها فأذنوا بحرب، قالوا دعنا نسير عنك ثلاثاً ثم آذنا بحرب، فسارت بنو يربوع ذاهبة عن الملك، فخرجت بنو يربوع حتى نزلوا شعباً بطخفة فدخلوا فيه هم وعيالهم، فجعلوا العيال في أعلاه والمال في أسفله وهو شعب حصين له مدخل كالباب، فلما مضت ثلاث أيام أرسل في أثرهم قابوساً ابنه وحساناً أخاه في جيش كثير من أفناء الناس، فانطلق الجيش حتى إذا أتوا الشعب حتى إذا كانوا إلى متضايقه حملت عليهم بنو يربوع، وخرجت الفرسان من شعابه فقعقعت بالسلاح فردت وجوههم وأتبعتهم خيل بنو يربوع تقتل وتضرب وتطعن، وأسر قابوس بن الملك وحسان أخو الملك، فقال الملك لشهاب بن قيس اليربوعي: أدرك ابني وأخي، فإن أدركتهم حيين فلبني يربوع حكمهم وأرد عليهم ردافتهم، وأترك لهم من قتلوا وما غنموا وأعطيهم ألفي بعير، فسار شهاب إليهم، فأطلقوهما، ووفى لهم الملك بما قال، ورد إليهم ردافتهم.

(٢) النخل: موضع بين مكة والطائف، ويوم نخلة: من أيام حرب الفجار وذلك أنهم اقتتلوا حتى دخَلَتْ قريش الحرمَ، وجن عليهم الليل فكفُّوا. والذمار: ما يلزم حفظه وحمايته.

وقد يكون المراد به يوم ظهر الدهناء: وكان بين طيء وبين أسد بن خزيمة، وسبب ذلك:

أن وفود العرب من كل حي اجتمعت عند النعمان بن المنذر وفيهم أوس بن حارثة الطائي، فدعى النعمان بحلة من حلل الملوك، فألبسها أوس، فحسده قوم، فقالوا للحطيئة: اهجه ولك ثلاثمائة من الإبل، فقال: كيف أهجو رجلاً كل ما في بيتي من مال وأثاث فهو منه، فهجاه بشر بن أبي حازم فأعطوه الإبل، فعلم بذلك أوس، فأغار على النوق وأخذها، فهرب بشر والتجأ بقومه بني أسد، فحموه، فجمع أوس جديلة طيء وسار بهم إلى بني أسد، فاقتتلوا بالدهناء قتالاً شديداً، انهزمت له بنو أسد وقتلوا قتلاً ذريعاً.

(٣) لم أتمكن من معرفة هذه الوقعة بين همدان ومذحج فيما لدي من المراجع.