[119] وقال # إلى الأميرين شيخي آل الرسول ÷ يحي ومحمد ابني أحمد بن يحيى وقد بلغه فساد قوم من يام، فأنشأ إليهم هذا الشعر مع تراكم الأشغال: [الكامل/48]
  وأخوهُ بَدرُ الدين قَادَ إلَى العِدَى ... جَيشَاً كَمثِلِ الزَّاخِرِ التَّيَّار
  فَشَفَا صُدُورَ المؤمِنِينَ وَلَمْ يَدعْ ... لِلظَّالِمِينَ بِدَارِهم مِن دَار
  ولَهُ مَوَاقِفُ لَمْ يَكُن لِيقُومَهَا ... فِي الرَّوعِ إِلَا كُلُّ أغلبَ ضَار
  وَبنُوهُمَا السَّادَاتِ أنوارُ الهُدَى ... شُمُّ الأنوفِ سُلاَلَةُ الأخياَر
  آلُ النَّبِيِّ هُمُ النُّجُومُ وإنَّمَا ... لَيسَ الكَوَاكِبُ كُلُّهَا بِدَرَارِي
  مَا للشُّمُوسِ وللبُدُورِ مُقِيمَةٌ ... فِي بُرجِهَا وكَوَاكِبُ الأسحَار
  والعزمُ مَاضٍ والأنوفُ حَمِيَّةٌ ... والظَّالِمُونَ عَلَى شَفِيرٍ هَار
  ولكُم من الله العَظِيمِ جَلاَلَةٌ ... فِي قَلبِ كُلِّ مُنَافِقٍ ومُمَارِي
  جَاءَ الحدِيثُ بِأنَّ يَامَاً قَد عَدَتْ ... أطوارَهَا وَتَعَرَّضَت لِشِفَارِي
  وتَحَكَّكَت بِبَنِي السَّبِيلِ ضَلاَلَةً ... وَزِنَادُكُم فِي كُلِّ خَطبٍ وَارِي
  إيهَاً بَنِي الهَادِي فَأنتُم فِي بَنِي الزْ ... ـزَهراءِ كالأسْمَاعِ والأبصَار
  هُم كَالنَّهَارِ وَأنتُمُ أنوَارُهُ ... والفَضلُ للأيَّامِ بِالأنَوَار
  لَولَا أبُوكُم زَارَ عَنِّي رُوحَهُ ... أَزكَى صَلاةِ الوَاحِدِ القهَّار
  أحيَا مَعَالِمَ دِينِ أحْمِدَ جَاهِدَاً ... وَكَسَاهُ بُرْدَيهِ لأَصبَحَ عَارِي
  قد قُلتُ للسَّاِعِي أصِيلَاً قَدْكَ لَا ... تَهلَك فَهُم سَبَقُوكَ وَجهَ نَهَارِ(١)
  مَرعَى وبَعضُ النَّبتِ يَفضُلُ بَعضُهُ ... أفعندَكَ السُّعْدَانِ كالجِرْجَار
  مَا جَلَّ من خَطبٍ أتوهُ جهرَةً ... جَذْلِينَ غَيرَ مُقَلَّمِي الأظفَارِ(٢)
  مُتَقَلِّدِينَ صَفَائِحَاً هِندِيَّةً ... يَقطَعنَ مُتَّصِلاً مِن الأعمَار
  شُمَّ الأنوفِ يَزِيدُ فِي إقدَامِهِم ... كَلَبُ العِدَى وتَغَلُّبُ الأشرَار
  إنْ تلقَهُم فِي السِّلمِ تَلْقَ زَوَاخِرَاً ... أو فِي الوَغَى تَلقَى القَضَاءَ الجَارِي
  كالمَاءِ لِينَاً للضَّعيفِ ورِقَّةً ... وَلِضِدِّهم أَقسَى من الأحجَار
(١) الأصيل: الوقت من بعد العصر، قدك: أي حسبك بمعنى يكفيك.
(٢) أي فرحين لا يبالون به كالأسود، يقال للرجل الشجاع: أسد لَمْ يقلم ظفره، قال لبيد:
لدى أسد شاكي السلاح مقذف ... له لبد أظفاره لَمْ تقلم