ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[120] وقال # في وقعة شبام وقد أبلى فيها عماد الدين وقاتل بالسيف في رجب سنة (600) ه، وفيها قتل فخر الدين مرحب بن سليمان السهلي الحرازي: [الطويل/36]

صفحة 283 - الجزء 1

  ولله دَرُّ عُصبَةٍ حِميَرِيَّةٍ ... لَقدَ كَانَ مِنهُم مَا بِهِ القَلبُ رَاضِيَا

  من آلِ الزَّوَاحِيِّ الرَّفِيعِ ذِمَارُهُ ... بفعلِهِمُ أحيا المَدِيحُ الزَّوَاحِيَا

  مُلُوكٌ لَهُم مِلكُ الملوكِ ورَاثَةٌ ... إِذَا كَانَ بَعضُ النَّاسِ للمُلكِ شَارِيَا

  وقد شَمَّرَتْ من آلِ شَمَّرَ سَادَةٌ ... إِلَى نَصرِ دِينِ الله كَهلاً ونَاشِيَا

  لَهُم فِي شِبَامٍ موقِفٌ شَاعَ ذِكرُهُ ... وَصِدقُ قِتَالٍ كَانَ للقَلبِ شَافِيَا

  يَقُودُهُمُ مَلْكٌ كَرِيمٌ فِعَالُهُ ... سَلِيلُ مُلُوكٍ سَادَ مُلْكَاً يَمَانِيَا

  وأشياخُ صدقٍ أخلَصُوا لِإمَامِهِم ... يُرَجُّونَ عَيشَاً فِي القِيَامَةِ بَاقِيَا

  فإن مَاتَ فَخرُ الدِّينِ قُدِّسَ رُوحُهُ ... شَهِيدَاً حَمِيدَاً للوَلِي مُوَالِيَا

  فَمَا مَاتَ مَذمُومَاً ولاَبَاع دِينَهُ ... بِدُنيَا وَلَا وَالَى بَغِيضَاً مُعَادِيَا

  فَقُلْ لِي لِأربَابِ الشَّمَاتَةِ وَدِّعُوا ... سُلُوَّكُمُ واقرُوا السُّيُوفَ الهَوَادِيَا

  سَأَبكِيهِ بِالسُّمْرِ العَوَاسِلِ والضُّبَا ... وفِتيَانِ صدقٍ يَمْتَطُونَ المَذَاكِيَا

  وأرمِيكُمُ فِي كُلِّ يَومٍ بِصَيْلَمٍ ... وأُوطِي رُؤوسَ الظَّالِمِينَ الحَوَامِيَا

  وذَاكَ بِعَونِ اللهِ ... مُعِيدِ الوَرَى مُجْرِي الرِّياحَ الذَّوَارِيَا

  لَنَا فِي رَسُولِ الله أعظمُ أُسوَةٍ ... لمن كان بالإيات والذكر دَارِيَا

  فَحمَزَةُ قَد ذَاقَ الحِمَامَ وَجعفَرٌ ... وزَيدٌ وَهُم كَانُوا حُمَاةً عَوَادِيَا

  أُصِيبُوا فَمَا هَابَ الرَّسُولُ مُصَابَهُم ... وَذَلَّ لَهُ من الطُّغَاةِ الأقَاصِيَا

  وَدَانَت لَهُ الآفَاقُ بَعدَ مُصَابِهِم ... وأَعْنى لَهُ الرَّحمن من كان عَاصِيَا⁣(⁣١)

  فَمَا عُذْرُ حَيَّيهَا بَكِيلٍ وحَاشِدٍ ... وهُم جَمَرَاتٌ يَتَّقُونَ المَخَازِيَا

  تَمَالَوا عَلَى الخِذلاَنِ فِي غَيرِ مُوجِبٍ ... فَلم نَرَ مِنهُم فِي المِحَالِ مُوَاسِيَا

  سِوَى عُصبَةٍ من شَاوَرٍ حَاشِدِيَّةٍ ... تُشَبِّهُهُمْ فِي الروع أُسْدَاً ضوَارِيَا

  ونَحنُ أُناسٌ عَودَتنَا جُدُودُنَا ... نِطَاحَ المَوَاضِي واعتِنَاقَ العَوَالِيَا


(١) أعنى: بمعنى أخضع له وذلل له.