ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[121] قال # [يذكر فيها الناكثين بيعته]: [الوافر/50]

صفحة 284 - الجزء 1

  وكَم مِن ظَلُومٍ رَامَ وِردَ حِيَاضِنَا ... فَردَّتهُ بِيضُ الهِندِ حَيرَانَ ضَامِيَا

  وكم دَارِ جَبَّارٍ تَركنَا أعالِيَاً ... أسافِلَهَا والسَّافِلَاتِ أعالِيَا

  وطَاغٍ طَغَى فَازدَادَ فِي الظُّلمِ بَسطَةً ... فَسَاقَت لَهُ حتفَاً يَدُ الله قَاضِيَا

  عَلَى حِين أَعْطَتْهُ الأمورُ قِيَادَهَا ... وَسَاقَت إِلَيهِ الحَادِثَاتُ الأمَانِيَا

  ومَا هَذِهِ الأيَّامُ إِلَا ضَلاَلةٌ ... فَكُن بَاغِيَاً للفَوزِ إن كُنتَ بَاغِيَا

[١٢١] قال #(⁣١) [يذكر فيها الناكثين بيعته]: [الوافر/٥٠]

  دِيَارَ الحَيِّ مِن هَضَبَاتِ نَجْدٍ ... فَأجزَاعَ اليَمَامَةِ خَبِّرِينِي⁣(⁣٢)

  مَتَى زَالَتْ خُمُولُ الحَيِّ قَولِي ... أَبِينِي إن بَدَا لَكِ أن تُبِينِي

  كَأَنَّ حُدُوجَهُمْ لَمَّا استَقَلَّت ... بِهَا الأحمَالُ مَاخِرَةُ السَّفِينِ⁣(⁣٣)

  أشوقَاً لِلخَلِيطِ بِغَيرِ سَوقٍ ... وَإظهَارَ الكَآبَةِ للقَطِينِ⁣(⁣٤)

  فَدَع مَا لَستَ مِنهُ عَلَى وُهومٍ ... وقُلْ مَا أنتَ مِنهُ عَلَى يقِينِ⁣(⁣٥)

  سَقَى اللهُ المُجَاهِدَ للأعَادِي ... عَنِ الإسلاَمِ كَأسَاً مِن مَعِين

  أترجُو العُمرَ والأيَّامُ تَطوِي ... حِبَالَ العُمرِ حِينَاً بَعدَ حِين

  ومَا خَيرُ البَقَا لِذَوِي المَعَاصِي ... وهَل دُنيَا تُعِيضُهُمُ بِدِين

  أَمِنتَ حَيَاتَنَا الدُّنيَا فَخَانَتْ ... وقُلتُ لَهَا اشْرَبِي بِدَمِ الوَتِين

  ولَمَّا أَن رَأيتُ النَّاسَ مَاتُوا ... فلم أفزع إلى رَجُلٍ أمِين

  فَزِعتُ إلَى المَلِيكِ فَكَانَ حَسبِي ... لِأُمْسِكَ مِنهُ بِالحَبلِ المتِين

  دَعوتُ العُرْبَ والعُجْمانَ طُرَّاً ... إِلَى حُكمِ الكِتَابِ المُستَبِين

  فَكَم مِن طَاعِنٍ فِي غَيرِ جُرمٍ ... ومُعتَذِرٍ بِأعذَارِ الظَّنِين


(١) ذكر فِي السيرة المنصورية إن الإمام # انشأ هذه القصيدة يذكر فيها الطاغين عليه والناكثين بيعته.

(٢) الأجزاع جمع جزع بالكسر أو الفتح: مُنْعَطَفُ الوادي، ووَسَطُهُ، أو مُنْقَطَعُه، أو مُنْحناهُ، أو لا يُسَمَّى جِزْعاً حتى تكونَ له سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، أو هو مكانٌ بالوادي لا شَجَرَ فيه، ورُبَّما كان رَمْلاً، ومَحِلَّةُ القومِ، والمُشْرِفُ من الأرض إلى جَنْبِه طُمَأنينَةٌ.

(٣) الحدوج جمع حِدج - بالكسر -: وهي الأحمال.

(٤) القطين: اللبث والسكن، والمعنى: كيف يشتاق للحرب من لا يسوق الخيل إليها، وكيف يظهر كراهية اللبث بدون خروج.

(٥) في السيرة المصورية (فدع ما أنت منه على وهوم).