ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[121] قال # [يذكر فيها الناكثين بيعته]: [الوافر/50]

صفحة 285 - الجزء 1

  وقَالٍ لَا لِذَنبٍ كَانَ مِنِّي ... وطَاغٍ أَجتَوِيهِ ويَجْتَوِينِي⁣(⁣١)

  ومُرتَكِبٍ مُتونَ النَّكثِ عَمْدَاً ... وَقَالَ شُيُوخُ دِينِي عَلَّمُونِي

  وَمَبلَغُ عِلمِهِم إِنكارُ فَضلِي ... وغَايةُ فَهمِهِم أن يَرفُضُونِي

  وَمُشتَغلٍ بِجَمعِ المَالِ يَسعَى ... لِأزوَاجِ البَنَاتِ أو البَنِين

  وَلِي نَفسٌ تَعَافُ الضَّيمَ لَولَا ... مَنَاهِي الحِلمِ مَا جَفَّتْ يَمِينِي

  وَلَكِنِّي سَأصِبرُ جَهدَ صَبْرِي ... وَأقرَأُ إنَّ قَومِي كَذَّبُونِي

  وأدعُوا بِالمَوَاعِظِ مَن وَعَاهَا ... وأنشُرُ فَائِقَ اللفظِ المُبِين

  إِلَى أن تَنتَهِي الأعذَارُ فِيهِم ... وأؤذِنُهُم بِدَاهِيَةٍ زَبُون

  وأُطلِعُهَا عَلَيهِم كَالسَّعَالِي ... نَوَاطِحَ بِالذَّوَابِلِ كالقُرُون

  وَمَا عُذرِي إِذَا لَمْ يُؤمِنُوا بِي ... وَمُنقَلَبِي إلَى حِصنٍ حَصِين

  وَهل رَجُلٌ يَقُولُ أَبِي عَلِيٌّ ... وَجَدِّي أَحمدٌ يَرْضَى بِهُون

  أقُولُ وقد بَدَت آَيَاتُ صِدقِي ... بِأَنَّ بَنِي الدُّنَا لَمْ يعرفُونِي

  فَوَيلُهُمُ إذَا دَارَت رَحَاهَا ... وَصَارَ الغَثُّ يَضحَكُ بِالسَّمِين

  وَفَرَّ أَبُو سَعِيدٍ عَن سَعِيدٍ ... وَقَالَ خُذُوا سَعِيدَاً واترُكُونِي

  وَصَارَت كَالمَيَاجِنِ فِي الهَوَادِي ... وَصُيِّرَتِ السَّوَاعِدُ كَالقَلِينِ⁣(⁣٢)

  وأُرهِفَتِ الشِّفَارُ فَكَانَ ذَبْحَاً ... كَذَبحِ السَّائِمَاتِ على يَقِين

  فَقُل لِي لِلقَبَائِلِ مَن مَعَدٍّ ... ومِن قَحطَانَ آسَادِ العَرِين

  ألَا يَا قَومِ إنَّكُمُ أَطعتُمْ ... - فَحُرْتُمْ - كُلَّ حَلاَفٍ مَهِين

  أَجِيبُوا واسْمَعُوا لِدُعَاءِ دَاعٍ ... إِلَى سُبُلِ الهُدَى بَرٍّ أمِين

  إِمَامٍ لِلأئِمَّةِ من قُرَيشٍ ... يَقُودُكُمُ إلَى كِنٍّ كَنِين

  بَصِيرٍ بِالأمُورِ حَلِيفِ صِدقٍ ... عَلَى النَّكَبَاتِ وَضَّاحِ الجَبِين

  يَشُّدُّ عَلَى الخَمِيسِ إذَا تَلَاقَتْ ... نَوَاصِي الخَيلِ مُنقطِعِ القَرِين


(١) القالي: المبغض. وجوى الشيء جواً واجتواه كرهه، والمعنى أكرهه وأبغضه وهو يكرهني ويبغضني.

(٢) المياجن: مدقة القصار، والهوادي: الأعناق. والمعنى صارت السيوف في الأعناق تضرب كمدقة القصار. والقلين جمع قلو: وهو الخفيف من كل شيء، أو العودان التي يلعب بها الصبيان، والمعنى صارت السواعد خفيفة الضرب كثيرة الحركة من شدة الضرب وسرعته، كأنها عيدان.