ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[122] وقال # إلى الأمير علم الدين سليمان بن موسى وقد أصابه مرض: [الطويل/11]

صفحة 286 - الجزء 1

  يُكَافِحُ عَنكُمُ عُصَبَ الأعادِي ... بِجِدٍّ لَا يُشَبَّهُ بالمُجُون

  إذَا اشتَعَلَت نِيَارُ الحربِ أَطْفَى ... تَأجُّجَهُنَّ بِالرَّأي الرَّصِين

  إذَا مَا الحربُ أَلْحَقَ سائِقِيهَا ... ضُحَىً حُقُبَ المَطِيِّةِ بالوَضِينِ⁣(⁣١)

  تَبَيَّنَ مِنهُ للرَّائينَ رَأْيٌ ... يَدُلُّ على الإِصَابَةِ فِي الظُّنُون

  إلَى كَم تُرجِفُونَ إلَى المَعَاصِي ... وتَنسَونَ القِيَامَةَ نَبِّؤنِي

  أمَا والرَّاقِصَاتِ بِذَاتِ عِرقٍ ... تَؤُمُّ البَيتَ غَائِرَةَ العُيُون

  لأجتَلِبَنَّهَا شُعثَاً تَرَامَى ... بِأُسْدِ الغَابِ لاَحِقَةَ البُطُون

  فَقُل لِلوَفدِ مِن شَرْقٍ وَغَرْبٍ ... إِذَا اجتَمَعَت بِنَاحِيَةِ الحُجُون

  هَلُمَّ إلَى الهُدَى والرُّشدِ إِنِّي ... أَعوذُ بِرَبِّكُم أَن تَرْجُمُونِي

  جُبِلْتُ على التُّقَى ونَشَأتُ فِيهِ ... وَإِنِّي قَدْ قَرَنْتُ بِهِ قُرُونِي

[١٢٢] وقال # إلى الأمير علم الدين سُليمان بن موسى وقد أصابه مرض: [الطويل/١١]

  تَبَسَّمَتِ الدُّنيَا وأشرَقَ نُورُهَا ... وعَادَ عَلَيهَا يُمْنُها وسُرُورُهَا

  وزَالَت دَيَاجِيهَا بِبَرٍّ مُهَذَّبٍ ... يَتُوقُ إليهِ تَاجُهَا وسَرِيرُهَا

  سَلِيلُ ابنِ دَاوُدٍ مُقَدَّمُ هاشِمٍ ... سُليمانُ مَولَى هَاشِمٍ وأمِيرُهَا

  أَصابتهُ أوصَابٌ فَكَادَت قُلُوبُنَا ... تَزُولُ وَلَولَا اللهُ كَانَ مَطِيرُهَا

  فَحمدَاً لِمَن عَافَاهُ يَرأبُ صَدعَهَا ... وَتُحمَى بِهِ فِي كُلِّ أرضٍ ثُغُورُهَا

  رَضِيعُ العلى سيفُ الخلافة ليثُها ... حلاحلُها المُفضِي إليه أُمورُهَا

  تَحَمَّلَ أَعبَاءَ المَكَارِمِ نَاشِئَاً ... وَلَمَّا يَلُحْ فِي عارضيه شَكيرُهَا⁣(⁣٢)

  إذا الخَيلُ بُلَّتْ بِالنَّجِيعِ مِحَالُهَا ... وثُجَّتْ بِأموَاهِ الصُّدُورِ نُحُورُهَا

  حَمَاهَا ابنُ مُوسَى الألمَعِيُّ بِعزْمَةٍ ... لَهُ حَسبٌ مِن حَيدَرٍ يستَنِيرُهَا

  إذَا كَانَتِ الألقَابُ تُلْقَى لِعِلَّةٍ ... فأنتَ سُوَارُ المَكرُمَاتِ وسُورُهَا

  عَلَى اللهِ إِتمَامُ الذِي مِنهُ بَدؤُهُ ... بِعَافِيَةٍ فِيكَ استَمَرَّ مَرِيرُهَا


(١) الحقب ككتب: جمع حَقَب: وهو الحزام يلي حقو البعير، أو حبل يشد به الرحل في بطن البعير، والوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو من شعر أو لا يكون إلا من الجلد، والمعنى أن الحزام يصير إلى البطن من شدة السَّوق على الإبل.

(٢) الشكير من الشعر: ما ينبت حول الضفائر، وربما قيل للشعر الصغير شكير، وقيل: هو ما ينبت حول الشعر الكبير.