[123] وله # إلى بني سليمان بتهامة: [البسيط/43]
[١٢٣] وله # إلى بني سليمان بتهامة(١): [البسيط/٤٣]
  بَانَت سُعَادُ وكَانَت دَارُهَا أَمَمَا ... وَخَالَفَتكَ لِأرضٍ تُنْبِتُ السَّلَمَا(٢)
  عَهدِي بِهِم فِي رِيَاضِ الجَوفِ دَارُهُمُ ... مَا بَينَ حَامٍ إِلَى الشَّطَّينِ مِن هَرَمَا
  مِن كُلِّ فَاتِرَةِ الألْحَاظِ فَاتنةِ الـ ... ـألفَاظِ تَحسِبُهَا مِن حُسنِهَا صَنَمَا
  دَع عَنكَ ذِكرَ مَغانِيهِم ودَارِهِمُ ... واذكُر لِأبنا أبِيكَ البَأسَ والكَرَمَا
  هَذِي سُليمَانُ أعلَى قَومِنَا حَسَبَاً ... لَا يُصْدِرُونَ رِمَاحَ الخَطِّ وهي ظِمَا
  قَومٌ إذَا اصطفَّتِ السُّمرُ الرِّماحُ ضُحَىً ... خَاضُوا بِأسيَافِهِم بَحرَ الدِّمَا قُدُمَا
  جَآءَت إِلَيَّ أَحادِيثٌ مُرَجَّمَةٌ ... بِأَنَّ قِرْنَ شِقَاقِ الأهلِ قَد نَجَمَا
  فَبِتُّ مُرْتَفِقَاً أرعَى النُّجُومَ إذَا ... بَاتَ الخَلِيُّ يُرَاعي الشَّآءَ والنَّعَمَا
  يَا قَومِ مَهلاً هَدَاكُم مَن أَنَالَكُمُ ... مَجدَاً تَلِيدَاً يُغَشِّي العُرْبَ والعَجَمَا
  إنَّ الضَّغَائِنَ والأحقَادَ مَن عَلِقَتْ ... مِنْ مَعشَرٍ ألْحَقتهُم عَاجِلاً إِرَمَا
(١) أرسل الإمام المنصور بالله # بهذا الشعر وأصحبه كتَابَاً نثراً إلى كافة بني سليمان فِي تهامة، وهم ينسبون إلى موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، لمَا بلغه الحادث الذي بينهم، والحرب التي وقعت بين الأميرين المؤيدين القاسم بن غانم أمير حرض والهلية، وبين الأمير قاسم بن محمد بن غانم حتى أدت إلى منافرة شديدة، ووقعات عديدة، وقع فيها القتل فيهمَا بينهم، فأرسل الإمام بهذا الشعر، فعاد جواب الشرفاء بني سليمان بالقبول والصلح والمصافاة مدة من الزمن، ثم عادوا إلى مَا كانوا عليه، وكان الأمير المؤيد مستظهراً عليهم فأعملوا المكيدة وجمعوا له خيلاً واستعانوا بالغز، ثم تم لهم طرد الأمير المؤيد فسيطر الغز على البلاد وتمكنوا منها، ثم عطفوا على بني سليمان ونفوهم من البلاد. وكان جوابهم تولاه الأمير المؤيد بن القاسم بن غانم قال فيه:
الناطق الحق عبد الله من وجدت ... به البرية عند الله معتصما
أحيا شريعة خير المرسلين كما ... أمات ملة أهل الجور واصطلما
إلى قوله:
وافت إلينا أمير المؤمنين ضحى ... منك الطروس عروساً أثمرت كَلِمَا
إلى قوله:
وهاك أجوبة المسطور منك لنا ... يابَا محمد فِي الخطب الذي نجما
حتى قال فِي آخرها:
وأفضل الحال فِي خفض الجناج لما ... حث الإمام عليه فِي الذي رسما
انظر السيرة المنصورية المجلد الثاني: ص ٧٨٠ - ٧٩٠.
(٢) بانت: أي بعدت. والأمم: القُرب. والسلم: شجر من العضاة، ورقها القرظ الذي يدبغ به الأديم.