[124] وقال # جوابا عن أبيات قيل أنها لابن نشوان في شعبان سنة (602) ه: [الطويل/25]
  يَحيَى سُلَالةَ بَدرِ الدِّينِ إنَّ لَهُ ... حَقَّاً عَلَيكُم وَقد نَادَى فَلَا صَمَمَا(١)
  وزَارَكُم طَالِبَاً فِي ذَاتِ بَينِكُمُ ... لِأجلِ يَعمُرَ مِنكم كُلَّ ما انْهَدَمَا
  هِبُّوا لِبَيعتِهِ واستيقِظُوا شَرَفَاً ... لَا غَروَ أن تَقبلوا منه ولا جَرَمَا
  لَولَا عَوَائقُ من لَا تَجهَلُونَهُمُ ... لقد نَصبنَا قَرِيبَاً فيكم العَلَمَا
  لَكِنَّهُم عَامَلُونَا بِالخِدَاعِ وَلَمْ ... نَجِد سِوَى السُّمْرِ مِمَّا حاولوا أُجُمَا(٢)
  وَرَاجمونَا فَقَبَّلنَا جِبَاهَهُمُ ... بِنَاِفذَاتٍ تُحَاكِي الأنْجُمَ الرُّجُمَا
  خَاضُوا وَخضنَا وكانَ الموجُ زَاخِرَهُ ... لَنَا وصَارَ الذي جاؤا به حُلُمَا
  ظَنُّوا بِأنَّ الذي نرجُوهُ يَخذُلُنَا ... فعَادَ جَمعُهُمُ خَزْيَانَ مُنْهَزِمَا
  سآئِل بِهِم يَومَ ذِيبَينٍ وقَد دَلَفُوا ... بِزَاخِرٍ يَعتَلِي الحِزَّانَ والأَكَمَا(٣)
  وهُم أعدُّوا وَكُنَّا مَعشَرَاً صُبُرَاً ... لَا نَسأمُ الحربَ إن مُسْتَكْرِهٌ سَئِمَا
  فَأقبلُونَا جِبَاهَ الخَيلِ ضَاحِكَةً ... وَرَدَدَّوهَا غِضَابَاً تَعْلِكُ اللُّجُمَا
  واسأل بِصَعدَةَ عَمَّا كَانَ من أَسَدٍ ... لَمَّا التقَى العسكرَ المنصورَ مُعْتَزِمَا
  وَنَحنُ والقومُ فِي سِلْمٍ وسِلْمُهُمُ ... كَالحربِ لَا يرقُبونَ الإِلَّ والذِّمَمَا
[١٢٤] وقال # جواباً عن أبيات قيل أنَّهَا لابن نشوان في شعبان سنة (٦٠٢) ه: [الطويل/٢٥]
  أَيَا شَاعِرَاً رَامَ المُعَادَاةَ بَينَنَا ... بِقَافِيةٍ دَلَّت عَلَى دَنَسِ الأَصْل
  يُحاوِلُ تَفرِيقَاً لِآلِ مُحَمَّدٍ ... وَفَارِقُهُم مِثلُ المُفَرِّقِ للرُّسْل
  وَنَحنُ لِيحيَى بنِ الحُسينِ وصنوِهِ ... وَيَحيَى وعبدُ الله كالرُّوحِ والعَقْل
  فهَذَا إمَامٌ للبَرِيَّةِ عن يَدٍ ... وهَذَا لَهُ سَيفٌ عَلَى مُنكِرِ الفَضْل
  هُمَا زَحزَحَا عن دِينِ آلِ مُحَمَّدٍ ... شَبِيهَكَ بِالجِدِّ المُبَرَّحِ لَا الهزْل
  وذَادَا عَنِ الإسلاَمِ إخوانَكَ الأولَى ... كَمَا ذَادَكَ النَّسلُ المُبَارَكُ من نَسْل
  فَصِرتَ كَمِثلِ الكَلبِ يَلهَثُ دَائِمَاً ... حَمَلتَ عَلِيهِ أو تَرَكتَ مِنَ الحَمْل
(١) المراد بيحيى فِي هذا البيت هو الأمير مجد الدين يحيى بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى لأنه نهض إلى تهامة لمَا بلغه الحادث بين بني سليمان لغرض الإصلاح بيهم وتغطية أحوالهم فوافق وصوله، إقبال الغز إلى البلاد، فلم ينتظم له مَا أراد فعاد إلى هجرة قطابر بعد أن أصابه مرض.
(٢) الأجم بضمتين: الحصن.
(٣) الحزن: ما غلظ من الأرض.