ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وقعة عجيب]

صفحة 309 - الجزء 1

  فقُولُوا لَهُم عَنِّي وَهِبُّوا لِنُصحِهِم ... فقد تَركوا المَعلُومَ غَيبَاً مُرَجَّمَا

  كَأَنِّي بِهِم فِي الأرض يَبغُونَ مَسلَكَاً ... وفِي الأُفُقِ الأعلى مَلاَذَاً وَسُلَّمَا

  إذَا جاءَ نصرُ الله والفتحُ عَاجِلاً ... وجَاشَ إليهم بحَرُ هَاشِمَ أو طَمَا

[١٣٥] وقال # هذه الأُرجوزة فِي ذي الحجة سنة إحدى وستمائة يذكر فيها جُمَلاً من ابتداء أمره إلَى التاريخ المذكور: [أرجوزة/٢٣٢]

  نَحْمَدُ مَن جَادَ علينا بالنِّعَمْ ... وعَمَّنَا بالجودِ منه والكَرَمْ

  وجعل الإحسان فِي خير وشَرّ ... إلَى جَمِيعِ الحَيَوَانِ والبَشَرْ

  فَنعمَةُ الشَّرِّ بِدَارِ الآخِرَهْ ... ونعمةُ الخير لدنيا حَاضِرَهْ

  وفِيهِمَا سِرٌّ عَجِيبٌ للفِكَرْ ... يعرفهُ أهلُ الذكاءِ والنَّظَرْ

  ثُمَّ صلاَةُ الله خَصَّت أحمدَا ... وآلَهُ الغُرَّ مَصَابِيحَ الهُدَى

  سُئِلتُ أن أشرحَ بعضَ الصُّورَهْ ... من كل مَا جَاءَت به الضرُورَهْ

  من ابتدا الأمر إلَى هذا الإنَا ... وما علينا فِيهِ أو كَانَ لَنَا

  وَلستُ أُحصِي كُلَّماَ قد كَانَا ... وإنَّمَا نَذكُرُ منه شَانَا

[وقعة عجيب]

  فاذكر عجيباً⁣(⁣١) فيه قد كان العَجَبْ ... وكل أمر حادث لَهُ سَبَبْ


(١) وقعة عجيب من أشهر الوقائع بين الإمام (ع) وبين الغز، وهي من أوائل حروب الإمام (ع) معهم، وكانت هذه الوقعة قبل الدعوة الكبرى وذلك: أن الغز لَما استفحل أمرهم وانتشر خبرهم وظهر خطرهم وضررهم وانتشر الفساد فِي البلاد وشربت الخمور وارتكبت الفواحش، وكانت محطة الغز بأُفت قرب خمر، فوقعت بين أهل البلاد وغيرهم من وادعة وبكيل وبين الغز حرب أدت إلَى انكسار محطة الغز وهزيمتهم، فلما علم سيف الإسلاطفتكين بذلك تحرك للمخرج إلَى بلاد الظاهر، وأمر بالجنود و الخيل الكثيرة إلَى (بوزبا) وكان مقدم الجند ومتولي الأمر بصنعاء فبلغ الخبر إلَى القبائل، فعلموا أنهم لا طاقة لهم به وأنه لا يدفع شره عنهم إلا الإمام (ع) فذهب إلَى الإمام (ع) المشائخ من حاشد وبكيل ووادعة وبني صاع وبني الضد وألحوا على الإمام ووعدوه الجهاد بين يديه فساعدهم الإمام إلَى ذلك، فطلع إلَى الظاهر واجتمعت إليه القبائل فأعطوه الأيمان والعهود المؤكدة على النصيحة، وكان (بوزبا) قد حط العساكر بريدة، وكان مع الإمام (ع) قدر ثمانين فارسا وقدر ألفين وخمسمائة راجل من أهل القياس، وأهل السلاح أكثر، وكان جنود الغز ثمانمائة فارس والرجل كثير لايحصى عددهم، وكان الإمام أن يبيت الغز فِي محطتهم ويترك فِي الحصن ألف فارس ولكن تخلخل العسكر معه (ع) وقدم بعض الكبار إلَى (بوزبا) ووعدهم وأعطاهم الأموال على أن يبينوا لَهُ عورات المحطة، ثم أرجف ناس بأن كبار العساكر قد خالفوا الإمام، فلما التقى العسكران وتصادمت الخيل انهزم أهل الفساد وانهزم الناس لانهزامهم، ولم يبق مع الإمام إلا نفر يسير فلقيهم الإمام بمن معه وجها لوجه ولم يكن بقي معه سوى إلا أقل من عشرة فرسان وقدر خمسة عشر راجلا، =